;
محمد اللوزي
محمد اللوزي

مصر عصية على قوى الردة 1911

2013-08-16 16:47:40


مصر وطن الأوطان، أبجدية الحب، روعة المعنى، لب القصيد دوما، منها يفوح الزهر والنيل يموسق الحياة أغنية فرحاً وعطاء وجمالاً.. مصر انتماء إلى القلب، دوماً نعيشها نبضاً، ونستقي منها روعة الآتي وقوة الصمود والتحدي.. مصر آيات الله في أرضه، نسيم نيلها عافية بدن وحلم عاشق, نطل على ما نريد منها ونقدر أن نكون كما نهوى، نفعل في الوقت ما هو إبداع.. لذلك تبقى درة الشرق وجوهرته الثمينة، وقبلة من يريد فقه الحياة الإبداع، وكيف جعل المصري الحضارة ارتقاء ودهشة وتاريخا زاهياً وإبداعاً صميمياً.
هكذا مصر جغرافيا بشرية، تفتح على الكون وتوغل في أعماق الماضي الأنيق وهو يقدم نفسه للإنسانية بتميز خالص.. لذلك تبقى عصية على المؤامرة والقهر وكل ما يريد محق جمالها.. تظل تقاوم العتاة الغلاظ، وتقدم ما هو قوي في مواجهة من يريدون بها شراً تحت أي ذريعة أو سانحة فرصة للنيل منها.
من أجل ذلك تقدم الحضور الفاعل في العصر، وتشيح بوجهها على كل جلاوزة القمع، مهما كانت القوى التي جاءوا منها, لأنها صفاء ونقاء لا يقبل التعرج ولا النكد ولا حقول المؤامرات التي يأتي منه من ظن أنه قادر على خلق مناخات خصومة بين أبنائها.
ولعل مصر ـ بهذه الروح وتجلياتها ـ تجعلنا على الدوام ننظر إليها باعتبارها بوصلة حرية وقلعة تصد وصمود في وجه كل الطغاة ماضيا وحاضرا ومستقبلا.. وحدهم الأغبياء من يظنون أنهم يقدرون على نسج حبال الخديعة، ويعيقون مسيرة تقدم وتطلعات جماهير, فيقعون في الخيبة كل ما أوشكوا أن يكونوا شيئا يذكر.
هكذا نجد مصر, انبلاج فجر من العتمة، وضوء يسري في الروح ويبهج المتطلع إلى الأفضل.. من أجل ذلك نراها فينا حرية تدحر الفلول والاستبداد وعناصر الزيف وقوى القهر الذين يتسللون إلى مواقع تمكنهم من فعل حماقة، وارتكاب جريمة ولا يقدرون.. ولعل ميادين مصر وهي حشود جماهير وحناجر مناضلين وقوى وطنية ،تبرهن بقوة: أن النصر حليف الحق وقواه التي تنادي به وتعمل من أجله.
هكذا تتكلم الميادين في رابعة والنهضة وفي رمسيس وفي محافظات أخرى، إن مصر عصية على القوى الردة التي تحلم بالعودة إلى ماضي الاستبداد وتتحالف في سبيل ذلك في بوتقة (الليبرا عسكرية) وتنشط في اتجاه معاكس ضد الإرادة الوطنية، ولكنها بكل ما لديها من تحالفات وتدفق أموال بترودولارية ومؤامرات داخلية وخارجية تجد نفسها بكل آلات دمارها البشرية والمادية لا شيء أمام هدير الجماهير وإرادة مصر سيادة واستقلال وقرار وطني وحلم حرية لشعوب الأرض.
ومهما ظن الإنقلابيون وأصحاب الردة أنهم منتصرون، فإن كل ما يقدمون عليه يتبخر تماما، والمتبقي زبد كصورهم وعقولهم الخربة وفعالهم المسيئة إلى قيم الديمقراطية وحقوق وحريات الإنسان.. هكذا نحن نثق في مصر انتصارا، وهي في الميادين استحقاق شعب، وتطلعات المناضلين الأحرار في بلدان العالم ثالثية.
وإذا يبقى الفراغ ولوك الأمنية هو الذي يقع عليه من يريدون علوا في الأرض وفسادا ومصر. مصر الكنانة, مصر (أم الدنيا) هي التي تنتصر وتشق غمار الآتي وتدوس على المؤامرة، وترى في مكاسب الحرية ما يستحق المواجهة والتقدم إلى الأمام، سيما والزمن لا يعود إلى الوراء مطلقا وإن حاول البعض ذلك فإنه كمن يتقيأ, هذا منطق الحرية، والتقدم، والتطور، حتى في نظرية (النشؤ والارتقاء) فإن البقاء للأصلح والأقوى والأكثر حضورا في العصر إبداعاً.
وإذا ليس للإنقلابيين أي مجال في المراوغة واستلاب الشعب حريته والزج به في أتون القمع والملاحقة والتشريد, فذلك زمن انتهى ولا عودة إليه ،سيما وأن الصندوق هو الحكم، هو المعبر عن إرادة مصر، هو الذي يقدم الصورة المشرقة لصناعة المستقبل، وليس الدبابة ولا فوهة البندقية والتخندق ضد الحرية, فذلك كنقش في الماء، أمام انصهار الجماهير كلها في تحولات القادم واستحقاقات المستقبل واختيارهم بقناعة ونزاهة طريقة الحكم بعد كفاح ونضال طويلين خاضها شعب مصر حتى انتصر.
واليوم ثمة من تسول له نفسه قطع الطريق على الحياة وجعل مصر رهينة رغبات المتآمرين الذين فكروا ودبروا وفشلوا, لنرى كم من أقنعة زيف سقطت وتهاوت وهي تزايد بالديمقراطية وتنادي بالحرية حتى إذا ما حصحص الحق ولت الأدبار، ودخلت مستنقع المؤامرة، ورأيناها قوى لا منتمية مهما ادعت العلمانية، ومهما كانت يسارية قومنجية، أو ماركسية، فكل ذلك كشفته المواقف المنتصرة للإنسان في تطلعاته، وكشفته القيم التي عجز عن تمثلها من لاكوها شعارات حد التوحد بها، فإذا ما وجد الصندوق والصوت الحر النزيه رأيناهم يضيقون بالوطن، ويغتمون تماما من الحرية، وينتمون للكراهية والقبح وينظرون للدمار والعنف باسم الحقوق والحريات، وهم أبعد ما يكونون عنهم لنجد أن الليبرالية لديهم زيف وإثم، وقد تخلوا عن قيمها، ولم يؤمنوا بما كنا نراه فضيلة لديهم.
ولعل الإخوان المسلمين بتمثلهم للقيم الديمقراطية هم من كشفوا خواء الشعارات لدى الآخر، وإنه لا يمتلك قيم ما يدعي الإيمان به، قدر ما يبحث عن فرص سانحة لتحقيق طموحات ورغبات ذاتية، ولا يهم إن ارتهن للغرب أو لبعض دول المنطقة .وحتى الغرب الذي يناصر الحرية والحقوق احرجه هؤلاء العلمانيون المنحازون للدبابة وليس للصوت الحر النزيه والحرية أحرجه العلمانيون وهم ينتهجون الإقصاء والانقلاب والقمع. ليجد هذا الغرب نفسه يستنكر بشاعة تصرفاتهم..
إذ كيف يتخلى عن قيم نادى بها ويؤيد استبداد وحماقات مستبدين إنقلابيين بما يجعله مداناً أمام التاريخ البشري, وهو غير قادر على تبرير القمع تحت أي سبب كان.. لذلك كانت كل منظمات حقوق الإنسان وحرياته لديه، تدين الانقلاب وجرائم القتل ومصادرة الحريات وإغلاق القنوات والاعتقالات وخطف رئيس دولة بحق ،ووقف الغرب في حيرة من حماقات علمانيين بالبنادق . لنجد في المقابل (الإخوان المسلمين) والقوى التحررية تمارس احتجاجها باللجوء إلى حق التعبير السلمي في تظاهرة غير مسبوقة في التاريخ, متخلين وهم أصاحب الاستحقاق عن العنف ومعبرين عن سلوكهم الراقي في الاتجاه الرافض للانقلاب بصورة سلمية جعلت من أدعياء العلمانية قوى تنتمي للطغيان والظلم ومجرد خواء في وعيها وممارستها.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد