المصاب جلل والحزن عميق, لكنها العزة والكرامة ترى في الموت شرفا وفخرا حينما يكون ذودا عن العقيدة والقيم والمبادئ وتضحية لاستعادة الحرية, الصدور العارية هي وحدها من يوقف عنجهية الطغاة, ويحول غطرستهم إلى خزي وذل وعار يلازمهم حاضرا ومستقبلاً, بدم الأطهار تتطهر مصر اليوم من رجس زبانية أنظمة الخزي وأدوات التآمر, الإيمان بنصر الله والتسلح بالعزيمة وقوة الإرادة وصدق المقصد عوامل قوة وثبات لا تتزعزع وإن بلغ البغي مبلغه..
في مصر وحدها اليوم تتجلى تلك الصور تمد النفوس الأبية بدافع الانتصار ولسان الحال يقول ما يزال في الأمة من يذود عنها ويجود بروحة فداء لعزتها, حقاً إنها عزة المستمسك بدينه بطموح يتجاوز كرسي سلطة أو جاه زائل في بلد أو إقليم إلى رقي أمة والسعي إلى لمّ شتات عالم إسلامي منفلت يعبث به أرباب البغي والاستكبار ولأن الطموح كبير والهدف غايته سامية لا يرضى بالذل والتبعية لم تجد مشاريع الهوان والتبعية إلا الدسائس والمؤامرات وصولاً للقمع والإبادة الجماعية بمال خليجي مدنس للأسف وها هي تلك المشاريع العبثية تنهزم أمام صمود وتضحيات الأحرار من شعب مصر العظيم.
أنها الثورة تتجسد اللحظة في أسمى معانيها بعد أن تخلصت من لوثات الأراذل وتطهرت ممن كانوا عبئاً عليها ليرتموا في أحضان العسكر, مباركين الانقلاب وقتل إخوانهم الثوار.
ثمة شيء مختلف تماما ويبعث على الاعتزاز في مجزرة اليوم رغم ما ولدته من قهر, إنه نموذج القائد الإسلامي الفذ سطّر ملاحمه البطولية العديد من قيادات الإخوان المسلمون وبقية الأحرار في مصر يتقدمون شعبهم تضحية وفداء, لا يرغبون عنهم إلى قصور ولا يديرون تلك التضحيات من مضاجعهم, يتقدم البلتاجي وأسرته الصفوف وتستشهد ابنته الوحيدة أسماء, مثلها مثل بقية أخواتها حرائر مصر, يفقد خيرت الشاطر ابنته وزوجها وكذلك ابنة المستشار الإعلامي للرئيس/ محمد مرسي, ومثلهم يقف في صفوف المحتجين نجل الرئيس محمد مرسي وزوجته.. حقا رغم ما بنا من حزن, لكننا نعتز بكم, فمنكم نستلهم قيم الشموخ والإباء.
أبوبكر الجبولي
بكم نعتز إخوتنا في مصر. 1517