لا يمكن أن يجتمعان في آن واحد، هكذا أفهم، فهل ما يجري اليوم في اليمن في أكثر من مكان وتحت لافتات مختلفة يتوافق والمعادلة السابقة؟ وإذا لم يكن كذلك فهل يمكن أن يكون؟ ما حيثيات ذلك وما أبعاده؟ ثم من هو المستفيد من ذلك ولمصلحة من؟..
كيمنيين ـ هناك ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا ـ لماذا لا نقبل ببعضنا البعض على أقل تقدير في مثل هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلد وما يحاك ضدها من مؤامرات غير خافية على أحد، أخشى أن يظل الشقاق والنزاع فيما بيننا سيد الموقف فنهلك ويهلك معنا وطن بأسره؟
لست أدري وأنا أشاهد ما يحدث في وطني, من يضم مؤتمر الحوار الوطني من أعضاء، أولئك من أبناء هذا الشعب، أم تم استيرادهم من الخـــارج باعتبار ما يحدث من صراع هو بين أولئك المجتمعين أنفسهم على طاولة الحوار؟.. ازدواجية حقيقة!! من سيوقفها، من المسؤول عنها؟.. كل ذلك وغيره لا أعلمه، ولا يمكن أن أعلمه أصلا في زمن المتناقضات؟..
إلقاء تبعات ما يحصل على الحكومة وحدها خطأ، وتهرب عما ينبغي علينا كقوى وفئات و...الخ من مسؤوليات، صحيح الدولة هي المسؤول الأول عن إحلال الأمن والاستقرار، لكن لا يمكن أن يكون لذلك تأثيره مالم نمتلك ضميرا صادقا نحن كشعب في بذل قصارى جهدنا للوصول إلى ما ننشده من أمن وسلام، من خلال التعاون، وبث روح الوطنية والمسؤولية والوعي بأهمية ذلك. هناك من لا يروق له هذا الشيء، فلنتركهم وشأنهم ليكونوا هم وحدهم المنبوذين، وبإذن الله لن يحيق المكر السيئ إلا بأهله.
من المعيب والمؤسف أن نرى سيادة الوطن تنتهك صباح مساء، وبعضنا منشغل ببعضه البعض، وما خطر في ذهن أحد أنه بما يمارس من سلوك مشين يوسع من دائرة الأزمة وتفاقمها، ما يعني وصول العدو الحقيقي المتربص بالجميع إلى مبتغاه بأقل وقت، وأقصر جهد، لسبب بسيط هو أن الوطن من قاموس أبنائه قد أبعد وغيب!.. فهل آن الأوان لنستيقظ ؟!
أتمنى ذلك، والله أرجو أن يوفق.
محمد أمين عز الدين
حوار.. عنف 1254