عن أي ديمقراطية, وأي حرية يتحدث من يؤيد الانقلاب؟ وما هي الديمقراطية التي سيحققها؟ فإذا كان لا يؤيد الانقلاب والاستبداد إلا انقلابي مستبد؛ فلا شك أن الانقلاب والاستبداد والقمع والتصفيات.. هي تلك الديمقراطية التي يتحدث عنها ويؤمن بها وينتهجها ويسعى إلى تحقيقها أولئك الإنقلابيون المستبدون.. واذا كان لا يعشق الاستبداد والانبطاح للاستعباد إلا العبيد؛ فلا شك أن العبودية والذل والهوان هي تلك الحرية التي ينادي بها أولئك العبيد.. كما هو معروف عنهم في كل زمان ومكان.. فما هي الثورة التي يزعمون أنهم قاموا بها, لإنقاذ الثورة المخطوفة.. كما يدعون؟.
فاذا كان الفلول والبقايا والبلطجية.. هم الثوار, أولئك الذين ثارت عليهم الشعوب, والذين ركبوا الثورات ـ الذين يدعون لأنفسهم النضال والكفاح والقومية والوطنية, الفاشلون في كل الامتحانات الديمقراطية ـ هم الرموز والقادة لأولئك الذين يسمونهم ثوار؛ فلاشك أن ما يسمونه بزعمهم ثورة ليس إلا انقلاب على ثورة الشعب وإرادته وحريته, وسعياً منهم لإنقاذ النظام الفاسد البائد وإعادة إنتاجه وبشكلٍ آخر... إنهم هنا أو هناك.. وإن اجتهدوا في تزيف الأحداث, وتزوير الحقائق, وعملوا على قلب المفاهيم وتشويه الواقع؛ لتلميع صورتهم المشوهة, وأن تفننوا في الادعاء والترويج لأنفسهم, وتفوقوا في اختلاق الأكاذيب, ونشر الشائعات, وتلفيق التهم على الآخرين.. فإن الأحداث والمواقف كفيلة بتعريتهم وفضحهم أمام من تبقى حتى اليوم مخدوع بهم..
فالأحداث التي تجري اليوم في مصر قد كشفت الستار عن حقيقة كل قوى الاستبداد والنفاق.. العربية والعالمية, وكل أعداء الحرية والديمقراطية والعدالة والكرامة الإنسانية, ولا سيما تلك الأنظمة والحكومات والأحزاب والمنظمات.. التي دائما تدعو إلى احترام الحقوق والحريات, وتتفاخر بالقيم والمبادئ الإنسانية العظيمة, وتتغنى بها ليلاً ونهاراً, والتي تجد أنها لا هم لها سوى مصالحها الخاصة, بل إنها تعمل ضد تلك القيم والمبادئ وتحاربها وباسمها من اجل مصالحها.. بل إن هذه الأحداث وما قبلها قد كشفت عن كل تلك المخططات التي صاغتها كل قوى الاستبداد والظلام, التي تسعى إلى إفشال ثورات الربيع العربي وقتل إرادة الشعوب وحريتها وإعادتها إلى حضيرة الاستبداد والاستعباد, وفضحت كل أولئك العبيد المنبطحين, والمتآمرين, والعملاء, والخونة, واللصوص, والفاسدين.. الفاقدين لكل قيم الرجولة والمبادئ الإنسانية, الذين تصدروا لتنفيذ تلك المخططات وباسم الثورة والحرية والنضال والكفاح والقومية والوطنية.. في كل بلدان الربيع العربي..
معاذ غالب الجحافي
الانقلابيون العبيد في بلدان الربيع 1425