إننا نريد ترسيخ الحُريات العامة والخاصة، وتحقيق كرامة الإنسان العربي، واحترام حقوق الإنسان العربي، وترسيخ معايير التفاضل العلمية والمهنية في كل مؤسسات الدولة، ونريد اجتثاث أسباب الاستبداد ومنع المُستبدين من العودة، ومنع المُتسلقين من التسلق على ظهور الأمة العربية..
التي أنهكها المتسلقون المرتزقة والعملاء، إن علينا جميعا أن نفتح أبواب الشجاعة والإقدام والأمل والتفاؤل، وأن نفتح مزيداً من أوراق الأمل والتفاؤل المختلفة، وإن علينا جميعا أن نكون أكثر وضوحاً وشفافية في أهدافنا وهويتنا وانتمائنا السياسي والحزبي, وإن علينا أن نتعاون جميعا على مزيد من مُحاربة وإلغاء التعصب للطائفية والمذهبية والحزبية والقبلية وجعل مصالح الوطن الكلية فوق كل المصالح..
إن هذا ما نريد أن تستوعبه الجماهير الشعبية الثائرة التي خرجت من جُحر الحكم الجبري ملدوغة لـــ عشرات السنوات من الاضطهاد والقهر والفقر ومُمارسة التبعية والعبودية بـــ كل أصنافها.. وأن علينا أن نعي بأنه سيحصل أثناء مرحلة التحول الثوري تراجع في إيقاع الحياة اليومية, و فُقدان بعض من الاستقرار, وبعض من إشكالية الحياة المُثلى وهذا طبيعي لا نضيق منه، وسنواجه البعض من الذين مازالوا سائرين كـــ الجمل معصوب العينين إلى أزمنه تاريخية موحشة وإلى مأزق وجُرف تاريخي غير قابل إلا للسحق, هؤلاء يحتاجون قوة ثورية رادعة. وعلينا أن ندرك بأننا في هذه المرحلة سنجد أنفسنا بين قادة الثورة التغيرية يقودوننا من الأمام وقادة الثورة المضادة المدعومة من أسر البترودولار تريد قيادتنا من الخلف..
إن الثورات المضادة اليوم ـ بفضل صمود الثوار ـ واقعة في ورطة سياسية أبطالها القابعين في البنتاجون ودعم أسر البترودولار, وعلينا ـ كــ شُعوب ـ إكمال الوقوف مع قادة الثورات التغيرية ومع استحضار بأن لُعبة الغير أكبر من قدراتنا، وأن نستحضر بأننا نعيش في زمن الحياة تغيره معطياتها والتي اليوم تُقاس فيه بالأرقام, تُقاس بــ قدرة الشعوب على مواجهة الفقر, وعلى النمو بـــ نسب مقبولة, وعلى المضي بشروط أفضل في العيش وفي الارتقاء.
وإن علينا أن ندرك بأنه من أخطائنا بأن الغالب منا مازال يقيس حاضرنا بـــ أفق ماضوي مقيت, يقيسونه بـــ نبالة أشخاص لأنه لم يكن هناك مؤسسات ويقيسونه بقيم لا تنفع لـــ إسقاطها على واقع اليوم. المتغير..
إنه من أسباب الفشل والتأخر بل و العبء دائما ما يكون أكبر وطرق الوصول إلى الحلول المرجوة هي أيضا صعبة وذلك بسبب تسلحنا وتمسكنا بسلبيات الماضي وصراعاته وعقائده الباطنية المقيتة لننتقل ثوريا فكرا وتصورا وخططا وسياسات من وحي الحاضر مع ثبات أصول المرجعية...!!!
والله الموفق