في خضم معمعة الوفاء بالالتزامات الدينية والارتباطات الأسرية والعائلية العديدة في أول يوم من عيد الفطر المبارك الذي هو أشبه ما يكون بسباق مارثون طويل يضغط عليه نفاذ عامل الوقت سريعا في تناسب عكسي غريب تتضخم فيه قائمة الطلبات الطويلة وتتزايد الاحتياجات, بينما يتضاءل حجم القدرات المتواضعة أصلا وتتناقص الإمكانات عاجلا وتعجز عن تحقيق رغبات أفراد الأسرة كافة, وفي ظل غياب العلاقة الطردية المحترمة بين الطرفين, إلا أنها طبيعة الامور لمتطلبات العيد عند الصغار والكبار وخاصة عند الاطفال في جميع العائلات وكافة الأسر.
وبالرغم من انشغالي بذلك المهرجان الاجتماعي الحميم والمعترك الاقتصادي الكبير.. إلا أن هواجس السياسة المقلقة وهمومها المتزايدة تكاد لا تتركني أبدا بل وتلاحقني دوما وبإصرار غريب في حلي وترحالي!.
نعم, فمازالت أنا على اعتقادي الراسخ أن ما صار مطلع الاسبوع الحالي في ميدان السبعين في محيط دار الرئاسة وتكرر مرتين الاولى في يوم الجمعة الاخيرة من رمضان الموافق 2أغسطس 2013م والثانية يوم الاحد التالي الموافق 4أغسطس هو نواة وخطوات أولى وجس نبض لمخطط انقلابي عسكري تآمري التوجه ودموي التنفيذ التقت فيه جميع الأطراف المتآمرة على أهداف انتهازية وشعارات غوغائية ونوايا انتهازية ومصالح برجماتية, إلا أن الملاحظ فيه أنه عبارة عن تجميع لمشاريع صغيرة ذات بعد انفصالي وعمق مذهبي وخلفية طائفية, كما أن الخطير فيه أنه يستند إلى مفاهيم عرقية وعنصرية مقيته واستقطاب مناطقي همجي وجهوي خبيث.
نعم مازالت قائم على ذلك الاعتقاد الراسخ ولن اتزحزح عنه قيد أنملة في موقف لا يلين أو يستكين والمبني على المعطيات والمؤشرات وقبلها الارقام والمعلومات الدقيقة والموثقة والبعض منها المسربة.. وهو اعتقادي الراسخ مهما لوحوا بالقيد وهددوا بالعيش أولئك الطغاة والمتآمرين ومهما بلغت رسائلهم في الترغيب والتهديد ومهما سعوا المرجفين وبذلوا المنافقين والله على ما أقول شهيد..
وزيادة في تأكيد موقفي الواثق من روافده ومصادره ها أنا أكمل ما نقص من المعلومات الاولية عن حادث السبعين الأخير والتي لم تورد في المقال السابق وهي من ضمن خطوات التمهيد لمخطط الانقلاب أو بالأصح أنها تلك الخطوات التي يعتقد المتآمرين أنها قد تمت بنجاح:-
1- تم يوم الجمعة الماضية (2أغسطس2013م) خروج الافراد المحتجين من معسكر الحرس الجمهوري المنحل بالسواد بزي الامن المركزي وزي قوات النجدة للتضليل وتم اشعارهم أن قوات الحرس الجمهوري الأخرى المرابطة في المنطقة وأهمها اللواء الثالث مدرع المرابط في منطقة النهدين والمسؤول عن تأمين دار الرئاسة لن يتدخل في الأمر لردعهم وكذلك بقية ألوية الحرس المكلفة بمهام في اطار دار الرئاسة ومنطقة السبعين !, مع العلم أن قائد اللواء الثالث مدرع العميد عبدالرحمن الحليلي ليست له أدنى علاقة بهذا المخطط التآمري فهو متواجد وأسرته في الديار المقدسة لأداء مناسك العمرة منذ فترة كافية لإبعاده عن أي شبهات بل إنه تم التواصل معه من قبل بعض قيادات اللواء للعودة العاجلة تحت مبرر تفاقم الأمور وليس المشاركة في تفاصيل المخطط الانقلابِ إلا أنه بقي هناك ولم يفعل .
2- ما تم في يوم الجمعة الماضية هي خطوة لجس النبض فقط ولو أرودا اقتحام دار الرئاسة يومها لوجهوا حملة عسكريه ومليشيات مسلحة وجهزوا لها ما لا يحتسب الطرف الأخر من سلاح وعتاد ورجال اي انهم لم يقصدوا الاقتحام الفعلي للدار بل سعوا لزرع مبرر يبدوا مشروعا بين افراد الجيش والامن وقصدوا اسقاط ضحايا منهم وهنا يأتي دور القناصة ممن كانوا متمركزين في مآذن جامع الصالح وغيرها (تلك القضية التي شغلت بال واهتمام وزير الدفاع وارقت منامه وجعلته حبيس الخوف من المجهول لا يهنى بعيشه ولا ينام طويلا ولم يكف في السؤال عنها فعمد إلى البحث والتدقيق فيها !) كل ذلك تم تمهيدا للخطوات اللاحقة في سيناريو الانقلاب وتمهيدا لعملية اغتيال لاحقة هي احد اهم بنوده القادمة .
3- من ضمن خطوات التصعيد اللاحقة ستتم حملة واسعه لرفض الاوامر العسكرية من قيادات الالوية العسكرية وتحديدا ألوية الحرس الجمهوري والقوات الخاصة ووحدات الامن المركزي والنجدة (استخدمت المسميات القديمة لغرض التوضيح )وغيرها من وحدات الجيش والأمن الأخرى التي تم اختراقها والوصول لقياداتها المختلفة على مستوى قيادة اللواء أو على مستوى قادة الكتائب والسرايا, وسيكون ذلك متزامنا مع خطوات أخرى في الجانب العسكري والمدني .
4- وفي اطار جس النبض والتهيئة النفسية والمعنوية للانقلاب العسكري الوشيك يتم الترويج عن توفر الظروف المناسبة اقليميا وعربيا ودوليا , وأنه تم تهيئة الملعب محليا, ويبالغون حد الكذب والتزوير في تسريب المعلومات المضللة عن توفر الغطاء والتأييد الخليجي والاقليمي والعربي وعن الدعم الايراني اللوجستي والمالي والعسكري للانقلاب ولم يتبقى إلا التأييد الدولي بالشكل الكامل وخاصة من قبل الولايات المتحدة الامريكية ويرجح استخدام سياسة فرض الامر الواقع معها على طريقة انقلاب اللواء الغبي المدعو بالسيسي في مصر .
5- سوف تستمر التهيئة النفسية والمعنوية للعسكريين وكسب قيادات عسكرية جديدة لدعم الانقلاب من منطلق مناطقي وجهوي واستقطاب المتضررين في المصالح واللذين لم يأتي التغيير لاحقا على هواهم في السلك المدني والعسكري من كبار الموظفين والقادة العسكريين والتجار ورجال المال والاعمال ليضمنوا استمرار الدعم المالي والقوة العسكرية عند اللزوم , كما سيتم في الخطوات اللاحقة لمخطط الانقلاب الزج بأعداد كبيرة من العسكريين لم يشاركوا بعد في أي تمردات سابقة خلال العام الماضي أو الحالي وستتم مشاركتهم لاحقا أو بعد حين .
6- كثير من الافراد والضباط المشاركين في الخطوات الاولى التي تمت لجس النبض والتمهيد للانقلاب العسكري الوشيك لا يعلموا بأبعاد المخطط الانقلابِ ولا يتم مشاركتهم بالتفاصيل البسيطة أو الدقيقة وتظل أهداف المخطط والياته خفية عنهم بل يتم تحريضهم من جانب المزايا والحقوق التي فقدت حاليا والمكتسبة سابقا في عهد قيادة العميد احمد علي للحرس الجمهوري والقوات الخاصة والترحم على ايامه الزاخرة بالعطاء وعهده الميمون ! ولذلك يتم الاعتماد بشكل اساسي على افراد وقوات تلك الوحدتين العسكريتين في التهيئة والمشاركة بخطوات الانقلاب المتسارعة مؤخرا وبدون علم معظم المشاركين فيها بإبعاد هذا المخطط الانقلابِ ودون ان يدركوا انها احتجاجات وتمردات عسكرية مسيسة ولذلك وبشيء من التوعية ودور الاعلام المسؤول بالإمكان عودة أولئك المخدوعين والمغرر بهم إلى صف الشرعية والوطن.
7- قليلون جدا من القيادات العسكرية والمدنية هم من يتم مشاركتهم بالرأي وببعض التفاصيل الصغيرة لهذا المخطط الانقلابِ الغادر حيث تبقى ادارة كل شيء والتخطيط له محصورا في أضيق نطاق وضمن أفراد أسرة صالح والمقربين جدا من جماعة منطقته سنحان , وقليلون جدا ايضا من العسكريين ممن يشاركون في التنفيذ في الميدان بعلم مسبق بالأهداف الحقيقية لتلك التمردات العسكرية والاحتجاجات المطلبية ..
8- يعتقد المتآمرين أنهم استكملوا التهيئة والاعداد للإعلان عن ملامح مخطط ذلك الانقلاب فقد تم التحريض المعنوي والنفسي للجنود والأفراد بأشكال وأساليب متعددة وأخرها التحريض على رأس الهرم العسكري في الجيش اليمن على شخص القائد الاعلى للقوات المسلحة والأمن وتم تصويره بأنه العدو الأول لهم (للعسكريين عموما) من خلال ربط عدم صرف اكرامية شهر رمضان بصفته الرئاسية وتحت مبررات مناطقية وجهوية مقيته مستخدمين وسائل وأساليب مضللة تروج لها امبراطورية اعلامية قوية يديرها صالح شخصيا ,صحيح أنهم في مسألة عدم صرف الاكرامية اتهموا جهات وشخصيات أخرى غير مؤسسة الرئاسة وشخص رئيس الجمهورية مثل وزير الدفاع ووزير المالية ورئيس الوزراء إلا أن التركيز على أولئك الوزراء ورئيسهم تم إعلاميا فقط ولأغراض وأهداف أخرى مبيتة (خاصة عن باسندوة والوجيه) سنكشف عنها لاحقا في سياق هذا المقال وفي تناوله أخرى قادمة , إلا ان التحريض ضد شخص الرئيس تم مباشرة بين صفوف الجنود والأفراد والضباط ميدانيا في المعسكرات وفي التجمعات العامة والخاصة ومازال يتم ويجري بوتيرة عالية وحتى الأن بحيث يتم إظهار شخص الرئيس هادي بالعدو الأول للعسكريين ثم تأتي تباعا في درجة العداوة قيادة وزارة الدفاع والمالية وهيئة الاركان والحكومة بأنهم الأعداء الأخرين المتربصين بأفراد الجيش والأمن اليمني وهم من حرمهم من حقوقهم المستحقة في ظل الظروف المعيشية الصعبة ! ..
9- لوحظ أنه في إطار تفاصيل هذا المخطط التأمري تزايد نشاط العمل الانساني والخيري والجمعيات العاملة في هذا المجال في الداخل اليمني وبين الجاليات اليمنية في الخارج وجمع المال والتبرعات في الداخل والخارج .
ختاما وفي إطار الرصد للجديد نورد فقط نموذجا واحدا لما يعتمل في الميدان في هذا السياق وخاصة في مسار التهيئة الاعلامية للانقلاب, حيث لوحظ نشر عدد كبير من المقالات المحرضة ضد شخص الاخ رئيس الجمهورية في المواقع الكترونية وليوم واحد فقط وهو اليوم الأول لعيد الفطر المبارك يوم أمس الخميس الموافق 8/8/2013م وعددها أربعة مقالات أو أكثر جميعها وفي معظمها تستهدف شخص الاخ الرئيس وليس أدائه وفي جوانب خاصة بحته وجاءت ردا على خطابه القوي ضد المتآمرين الذي ألقاه بمناسبة عيد الفطر المبارك لنلاحظ حجم التصعيد في هذه الحملة الشرسة ضد شخص الرئيس ومستوى هذا التصعيد الذي تكمن أهميته في كونه مؤشر على الولوج في خطوات متقدمة ضمن هذا المخطط الانقلابِ الخبيث على الشرعية الدستورية والوطن ونعتبرها وغيرها من الاحداث المفتعلة للازمات والتغطية الاعلامية المصاحبة والعمليات التخريبية المتصاعدة جميعها تصب من ضمن الخطوات الاولية التي تمت بقصد التمهيد الاعلامي والنفسي وجس النبض لإخراج وقيام مثل هذا العمل التأمري الخطير والمتمثل بالبدء بتنفيذ مهام وبنود المخطط الانقلابِ العسكري في اليمن بتفاصيله المختلفة و العديدة مما يؤشر ايضا إلى تصعيد جلي وباين للعيان إلى قرب الولوج في عمق أهدافه الرئيسة ونورد عناوين تلك المقالات على النحو الآتي (1- هادي: أمريكا والارهاب، الناس والعائلة، الهادي والجنوب للكاتب الصحفي نبيل الصوفي/اليمن السعيد/2- رئيس عاجز يتغذى من "الأزمة" ويعتاش عليها! للكاتب الصحفي نائف حسان/الوطن اليمنية/3- إلى رئيس اليمنيين.. بمناسبة "الخطاب الهااااام" للكاتب الصحفي أمين الوائلي/ يمن لايف /4- إلى هادي.. متى با يثور دمك على رفاقك؟؟! للكاتبة أماني محمد البدوي/صدى عدن).
نعم, كافة المعطيات والمؤشرات وأن أردتم فقولوا كما يقولوا هم (بخوف السارق وخشية المتآمر) إنها ليست سوى المعلومات المسربة تجعلني أتوقع تنفيذ تفصيل مهم وجزئية خطيرة في هذا المخطط المشبوه اثناء اجازة عيد الفطر المبارك أو بعدها بقليل, كما أتوقع أيضا اغتيال أحد الشخصيات الحكومية البارزة والتي تم التعامل معها والتحضير والتهيئة لاغتيالها سابقا وانحصارها في شخص وزير المالية أو رئيس الوزراء وهما ممن لا يمتلكون السند القبلي أو النفوذ الاجتماعي أو القوة المالية والاقتصادية, حيث تم التمهيد لهذا العمل الاجرامي المشين من خلال إعطاء المبررات الأخيرة بأهمية عدم صرف إكرامية رمضان للعاملين في السلك المدني والعسكري وبالتركيز اعلاميا على نتائجها السلبية وتأثيرها النفسي والاجتماعي على الافراد وتأجيج الاحقاد على شخصي المذكورين أنفا وتحميلهم مسؤولية عدم الصرف للإكرامية وتوجيه الضغائن نحوهم (بما فيهم شخص الأخ رئيس الجمهورية) ليخرج منتقم معتوه او معتل نفسيا من بين الجموع ويردي الوجيه أو باسندوة قتيلا وذلك تمهيدا لإعلان ساعة الصفر المشؤومة وليستمر مخطط الانقلاب بتفاصيله المثيرة والحقيرة في الخطوات اللاحقة لسيناريو اجرامي ومغامر والذي اتوقعه دمويا وعنيفا بكل المعايير والمقاييس .
نعم ,هم اردوا للوطن انقلاب أخر شبيه بانقلاب مصر فمن يكون سيسي اليمن ؟ .
خاطرة: مهما لوحوا بالقيد وهددوا بالعيش ومهما تمطي ليلنا الأسود ومهما استبد الظالم السيد ومهما عتا الأقزام والأعبد عن نصره الأهل هل نقعد كلا سنبقى دائما ننشد بفجره لا بد يأتي الغد.
نحن دعاة الخير أهل الحجى نظل في حلق الأعادي شجى وسوف لا نقطع حبل الرجا من فالق الصبح وماحي الدجى ليجعل الله لنا مخرجا وليل أهل الغدر مهما دجا بفجره لا بد يأتي الغد .