الأطفال نعمة من الله سبحانه وتعالى.. وتمثل أزهاراً يانعة في بستان الحب والحنان لأي إنسان. وحتى تحتفظ هذه الزهور بنضارتها.. وحتى تستمر في توزيع عطرها وشذاها على جميع أفراد الأسرة. فإن الطفل بحاجة إلى الرعاية الدائمة والملاحظة المستمرة.
وهذا هو دور الأم بالدرجة الأولى... ثم يأتي دور الأب، إن الطفل بجسمه الغض الرقيق وبحكم حركته المستمرة ولكونه لا يميز الثمرة من الجمرة فهو عرضة لكثير من الإصابات والأمراض والمتاعب والمشاكل الصحية .
فهل فكرت يوما أن أطفالك أصحاء؟ وهل يحدث لأطفالك إسهال أو كحة؟
هذه هي ظواهر تحدث للأطفال نتيجة سوء التغذية
ماهي أسبابه سوء التغذية عند الآطفال؟
أولاً: فترة إرضاع الأطفال الصغار بالزجاجة وخاصة المواليد:
إحتمال تلوث اللبن أو الحليب إذا لم يكن هناك تعقيم كاف للبن أو الزجاجة نتيجة الجهل وانعدام الوعي الصحي في الأسرة وتلك أخطر ظاهرة تهدد الأطفال الرضع مما يعرض الطفل للإصابة بالكثير من الأمراض والطفل، لا يزال في الأيام الأولى من العمر.
احتمال إعطاء الطفل أقل من حاجته من اللبن الجاف وذلك بسبب نقص في البروتينات اللازمة لبناء جسم الطفل. أو شراء أنواع رديئة من الحليب الصناعي أو أنواع رخيصة الثمن خاصة في الأسر الفقيرة وهذه الأنواع من الحليب أما أن تكون مقلدة أو تفتقر لكثير من المكونات الحيوية التي يحتاجها الطفل مقارنة بحليب الأم الطبيعي.
فقدان الطفل لحنان الأم وهو عامل نفسي وذلك بعدم قربه لأمه عند الإرضاع.
ثانياً: فترة الفطام:
وهي الفترة التي تبدأ بإعطاء الطفل طعاماً خارجياً غير اللبن وهي الفترة ما بين الشهر الرابع حتى نهاية السنتين ودون التدرج في إعطاء الطفل الأطعمة الخارجية، وتقليل كمية الحليب التي تمنح الطفل بالرغم من حاجة الطفل للحليب كغذاء أساسي منذ الولادة حتى يصل عمره إلى عامين أو ثلاثة، وتلك الظاهرة شائعة الحدوث في مجتمعنا اليمني وبالذات في الأسر الفقيرة أو الأسر ذات الدخل المتوسط نتيجة عدم إدراك أهمية إعطاء الحليب مضافا إليه الغذاء الخارجي المناسب للطفل بعد الشهر الرابع وفي الوقت المناسب. والتركيز على المواد النشوية كالخبز والبطاطس والمكونة ودون التأكد من نظافة هذا الطعام.
الأمراض الناتجة عن سوء التغذية لدى الأطفال.
الكواشيركو: وينتج عنه إشباع الطفل بالمواد النشوية على حساب حاجته للبروتين والعناصر الغذائية كالخضروات والفواكه والبيض والحليب ومشتقاته وينتج عن ذلك النحافة.
الهزال الشديد: وهو نتيجة نقص عنصر من عناصر الغذاء، أو أكثر وينتج عن مرض البلاجرا- البرربرى والاسقربوط – الكساح – فقر الدم.
الإسهال: ويعد من أخطر الأمراض التي تصيب الأطفال وخاصة الرضع منهم والإسهال قرين الجفاف، فالجفاف ليس مرضاً وإنما هو حالة طارئه تظهر على الطفل المصاب بالإسهال الشديدين ومع الاستمرار في فقدان الجسم لسوائله وبالتالي لأملاحه المعدنية يفقد الجلد مرونته وحيويته، وتغور العينات ويقل إفراز البول مما يؤدي إلى توقف عمل الكليتين عند الطفل المصاب.
فيجب علينا أن نأخذ بعين الاعتبار مدى أهمية التغذية الصحيحة والصحيحة لأطفالنا وأن لا نهمل في مراجعة الطبيب والأخصائي وزيارة المراكز الأمومة والطفولة في المدن الثانوية والقرى والمحافظة على المواعيد لأجل صحة أطفالنا ومستقبلهم.
ختاماً لابد للجهات المسئولة في الدولة ممثلة بوزارة الصحة والمنظمات الدولية مثل منظمة اليونيسف أن تولي الطفل اهتماما أكبر من خلال برامج الدعم الصحي لكافة الأطفال وخاصة أطفال الأسر الفقيرة والمهمشة ومحدودي الدخل وتنشيط برامج التغذية المدرسية في مراحل التعليم الأساسي وزيادة الكادر الطبي وأخصائي التغذية في المراكز والمجمعات الصحية والطبية في المدن والقرى وتكثيف برامج التثقيف الصحي عبر وسائل الأعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وأن تتكاتف كل الجهود الخيرة من أجل إنقاذ ووقاية أطفالنا من الأمراض وتحسين مستقبلهم دون أي تمييز بين غني أو فقير لينعم أطفالنا كل أطفالنا بحياة صحية جيدة ومستقبل مشرق.
د.عبدالسلام الصلوي
آطفال اليمن.. وأمراض سوء التغذية 1731