أغلب الجمعيات الخيرية إن لم تكن كلها تنتقي أردأ أنواع الملابس لتوزعها على الفقراء والمحتاجين والأيتام في العيدين.. ملابس مبهذلة مدة صلاحيتها بضع ساعات معدودة و موديلات ترجع إلى أيام جدتي حفظها الله تعالى ولا أدري لماذا؟ ولا من أين يشترونها؟.. وكأن ما تفعله مجرد إسقاط واجب, يا جماعة الخير الحق سبحانه وتعالى يقول "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" فهل يرضى أحدكم أن يشتري لولده مثل ما توزعونه على أولئك الذين لا يلبسون الجديد إلا من العيد إلى العيد وتذكروا أن ما تأخذونه من الأغنياء لتوزعوه على الفقراء من زكاة وصدقات أمانة في أيديكم سيسألكم عنها رب العزة والجلال.. القرى والأرياف أحق من غيرها:
ليت التجار والموسرين وأصحاب الزكاة بالملايين يتجهون صوب القرى والأرياف, حيث الفقر المدقع والفقير المتعفف الذين لا يسألون الناس إلحافاً وإن أكلوا التراب.
في القرى, حيث الطفل يرقع ثوبه ويمشي دون حذاء.. في تهامة حيث الغلاء والوباء وضيق الحال.. في القرى حيث لا يفرقون بين العيد وسائر الأيام بسبب الفقر.. في القرى حيث الناس لا يجدون أبسط الخدمات لا ماء ولا كهرباء "يزعم ما إحنا حجاب الله".. فيوزعوا صدقاتهم وزكواتهم ويقيمون المشاريع النافعة لتلك القرى التي تعيش وكأنها في العصر الحجري وصدقوني لو أن الزكاة وزعت على مستحقيها لما بقي على الأرض فقير ولا مسكين..
مناجاه:
يا رب أسالك التقى في كل حالي والرضا
والستر عما تعلمُ و العفو عما قد مضى
من لي سواك مخلصي إن كنت عني معرضا
فكن المعين إذا مضى جفنُ العيون و أُغمضا
أحلام القبيلي
لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون 1889