ذات مساء صيفي جميل من العام 1998م كنت ومعي الزميلان أديب قحطان ومحمد أبو سيما الشهير بـ«لويس» نتبادل أطراف الحديث مع سائق مصري أقلنا بسيارته من ميدان التحرير إلى منطقة روكسي وسط القاهرة.. سألنا هذا السائق الذي قال لنا بأنه يعمل مدرسا ولكنه يستعين بسيارة الأجرة لتحسين دخله، من أي بلاد أنتم أجبته نحن من بلاد الملكة بلقيس التي زارها هدهد النبي سليمان فهل عرفتها فرد مستفهما السودان حاولت أن أقرب له أكثر بالقول نحن من بلاد سبأ التي ورد ذكرها في القرآن الكريم «لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان» وإذا به يفاجئنا بعد أن أطرق هنيهة بالقول أنتم من البحرين فأجاب الزميل قحطان بلادنا زارها الزعيم جمال عبدالناصر ووجه من مدينة تعز كلمته الشهيرة «على بريطانيا أن تأخذ عصاها وترحل من عدن».
وهنا قال لنا السائق الأستاذ خلاص عرفتها يا باشا إنها ليبيا شعرنا عندها بخيبة الأمل وقلنا له «أحنا من اليمن يا عم» وإذا به يسألنا هي اليمن فين في السعودية.. تذكرت هذا الموقف القديم وأنا ألاحظ الانقسام الحاد الذي بات عليه الشارع اليمني بين مؤيدي حشود رابعة العدوية ومناصري تجمعات التحرير في الوقت الذي لا يعرف فيه الكثير من الأشقاء المصريين شيئا عن اليمني على الأقل إلى ما قبل أحداث الربيع العربي ولا يعني ذلك ان استقرار هذا البلد العربي العظيم لا يجب أن يستولي على مشاعر اليمنيين بل لا ينبغي أبدا أن تساهم الأوضاع في أرض الكنانة في تكريس وتعميق الفرقة والانشقاق في بلد عرف أهلها بالإيمان والحكمة على مدى الأزمان..
حمدي دوبلة
جامعة" رابعة العدوية".. وسبعين" التحرير" 1484