إن المتأمل في كل ما حدث وما يحدث في كل بلدان الربيع العربي وعلى وجه الخصوص في مصر يرى بوضوح أن أولئك الذين ركبوا الثورات, فشلوا في السيطرة عليها, وسقطوا في كل الامتحانات الديمقراطية ـ هم التيار الأول الذي عمل ويعمل على إفشال الثورات وإجهاضها في كل بلدان الربيع العربي.
فهذا التيارـ الذي ازعجنا ليلاً ونهاراً بالهتافات الرنانة, والشعارات البراقة, باسم الثورة الشهداء, الديمقراطية الحرية العدالة, القومية والوطنية والمدنية والحضارة ـ هو الذي تصدر الجولة الأولى لتنفيذ مخطط القوى الاستعمارية الكبرى.. والذي تدعمه وتموله تلك الأنظمة الملكية المستبدة من أموال الأمة وثرواتها.. فهذا التيارـ الذي لا ينتمي إلى هذه الأمة لا يمت إلى ثقافتها حضارتها بصلة, والذي لم يزل ومنذ زمن يتغنى بالسقوط على أنه انتصار, ويحنّ إلى الانبطاح على أنه مقاومة, ويتباكى على الاستبداد على أنه حرية ـ يعلم تماما أنه لا يملك سوى الصراخ العليل, والنواح الهزيل, وأنه لا يجيد سوى التسلق والمكر والخداع.. فتحالف مع كل قوى الفلول وبقايا النظام المستبد الفاسد, ومنذ فوز مرشح الثورة, مضى ـ وباسم الثورةـ إلى قتلها, وإسقاط التيار الإسلامي الذي يحمل مشروع الثورة وأهدافها, والذي يمثل الأمة وهويتها.. فعمل ذلك التيار مع كل تلك القوى الداخلية والخارجية على قلب المفاهيم وتزيف الحقائق, وافتعال الأزمات واختلاق الشائعات, ونشر الأكاذيب, وإشعال الأحداث الدموية, والصراعات السياسية, وإعاقة الحكومة, وعرقلة مشروع النهضة, وإلغاء البرلمان ومجلس الشورى وووو إلى الوصول إلى الانقلاب الذي قام به ذلك الذي له من اسمه النصيب الأكبر..
وفي هذه اللحظات ترى البعض من اصحاب هذا التيار توارى عن الأضواء أو انه فر هاربا كإبليس قائلا اني أرى ما لا ترون...والبعض تراه قد أخذا بيادة العسكر ليقبلها في اليوم خمس مرات هاتفا تحيا الثورة والحرية وووو.
لذا فعلى التيار الفاشل الفاشي المستبد الدخيل على شعوب هذه الأمة, والذي لا يعيش الا في ظل الاستعمار , ولا ينمو إلا في أحضان الاستبداد, ولا يفوز إلا بالمكر والغدر والخداع والانقلابات والتصفيات والذي لم يجنِ لهذه الأمة سوى الهزيمة والسقوط والاستبداد والانحطاط.. عليه أن يعلم أن ليس من هذه الأمة, وليس له مكان بين شعوبها, وان زمن الاستبداد قد ولى ولن يعود..
معاذ الجحافي
التيار الفاشل..! 1492