أخذت جميع دول العالم بتوجيه الأضواء لمواجهة مشكلة هامة قد تهدد حياة الملايين من أفراد شعوبها وهي مشكلة حوادث الطرق وما ينجم عنها من ضحايا في الأرواح بسبب فداحة وزيادة الحوادث سواءً على الطرق السريعة أو داخل المدن وأن أغلبية المصابين بحوادث الطرق هم من الشباب الذين يشكلون ثروة اقتصادية كبيرة. ونظراً لزيادة حوادث الطرق وخاصة خلال شهر رمضان من عام لآخر وما تخلفه تلك الحوادث المروعة من وفيات وإصابات فادحة وخطيرة بين الضحايا وتتركز أكثر الإصابات بالجمجمة والوجه والصدر والبطن والأطراف وقد تنشأ عن تلك الإصابات عاهات مستديمة تضل مدى الحياة.
وللوقوف عن قرب لأسباب تلك الحوادث المخيفة بصورة موجزة:
أولاً: حوادث الطرق على الخطوط السريعة بين المدن:
الانهاك الجسدي للشائق وقلة النوم نتيجة السهر ليلاً خلال شهر رمضان.
التجاوز من الجهة اليسرى في الطريق دون اكتراث أو مبادلاه لخطورة هذا التصرف.
السرعة الزائدة دون مراعاته المفاجأت التي قد يصادفها السائق في الطريق مثل عبور أشخاص للطريق أو حيوانات مما يصعب على السائق بالتحكم بفرامل المركبة.
اللامبالاة لدى بعض السائقين والتهور.
انشغال السائق بالحديث مع الركاب أو عبر الهاتف الجوال وعدم الإنتباه والتركيز على الطريق.
بعض الأعطال الميكانيكية للسيارة.
عدم تخفيف السرعة في المنحنيات والمرتفعات الجبلية الخطيرة أو وجود أحجار على جوانب الطرق السريعة أو وجود مركبة معطلة في منتصف الطريق.
بعض سائقي المركبات المصابين بمرض السكر أو من لديهم انخفاض في نسبة السكر حيث يتعرض السائق أثناء السير لغيبوبة وفقدان الوعي وزغللة في العيون وإعياء تام .
بعض السائقين الذي لديهم مشاكل صحية في العين مثل قصر النظر أو طول البصر.
ثانياً: الحوادث المرورية داخل المدن: أسبابها:
اللامبالاة وعدم الاكتراث والتهور من قبل سائقي المركبات في ارتكاب الحوادث نتيجة الجهل وإنعام الوعي وعدم آداب وأخلاقيات القيادة وقوانين المرور ولك لدى نسبة محدودة من السائقين والاستهان بأرواح البشر خاصة أصحاب السيارات الفارهة والبعض من سائقي سيارات التي تحمل أرقام خصوصي أو حكومي أو جيش أو شرطة والبعض من تلك السيارات لا تحمل أرقاماً.
عدم وجود قوانين مرور مروعة, تجاه مرتكبي تلك الحوادث حيث يحل قانون العرف القبلي هو سيد الموقف في مثل تلك الحوادث المروعة خاصة إذا كان الجاني ذو صلة بشخصية مرموقة في البلد ( شيخ أو مسئول كبير في الدولة أو شخص مسنود لا نخاف المحاسبة والعقاب والقوانين والأعراف.
سائقو المركبات من مرض السكر سواء زيادة السكر أو نقصه.
السائقون الذي لديهم مشاكل صحيحة في العيون ( قصر البصر – طول البصر) .
السرعة الزائدة خاصة في الشوارع الفرعية والشهور وخاصة مع قرب أذان المغرب.
الإرهاق والإنهاك الجسدي وقلة النوم نتيجة السهر ليلاً أو بسبب استخدام المنومات أو المهدئات أثناء القيادة.
قد يتعرض الإنسان من خلال حياته لإصابات مختلفة وخاصة في اليمن أو بعض الدول العربية والإسلامية, حيث تشكل حوادث الطرق نسبة كبيرة إذ تبلغ 45% من مجموع الإصابات الأخرى.
ونظراً لأهمية حوادث أنشئت في بعض الدول المتقدمة وبعض الدولة العربية الإسلامية مراكز متخصصة يعمل بها أطباء وأخصائيين في الجراحة العصبية وجراحة الفكين والصدر وجراحة الرضوض والتجميل, كما أنها مجهزة بأجهزة التخدير والإنعاش الحديثة كما تعمل سيارات الإسعاف المجهزة وتتنقل بين الطرق السريعة حيث تهرع تلك السيارات إلى مكان الحادث والتي تكون مزودة بجهاز لا سلكي يكون على اتصال دائم مع المركز الذي يكون بدوره على استعداد لتحضير وتجهيز غرف العمليات لاستقبال حرص الطرق إلا أن الإسعافات الأولية الضرورية تعطي للجرحى في مكان الحادث معتمدين على المستوى المؤهل لطاقم التمريض ومن ثم ينقل الجرحى إلى المركز بأقصى سرعة لإنقاذ حياتهم وذلك بتقديم أعلى مستويات العاية الطبية لمختلف التخصصات كما أن بعض الدول التي تولى العناية والخدمات الطبية إهتماماً ما أكبر طورت خدمات الإسعاف لإصابات وحوادث المرور فأضافت إلى خدماتها خدمة الإسعاف الطائر إن زيادة معدل السرعة لسيارة واصطدامها مع سيارة أخرى بسرعة عالية كافية لشرح الإصابات المتعددة لدى المصابين وفي نفس الوقت تختلف الإصابات وخطورتها باختلاف مكان المصاب في السيارة. فخطورة المصاب بجانب السائق تكون كبيرة ومميته حتى أن المكان يسمى " كرسي الوفاة " أما المصابون في المقاعد الخلفية فتكون إصابتهم أقل خطورة.
ولكي نتفهم مختل فحالات تأذي المصاب بالحادث فيكفي أن توضح أن الصدمة المباشرة للسيارة المسرعة التي تصدم بحاجز صلب ومتين أو التوقف الفجائي للسيارة تدفع براكبي السيارة نحو الأمام فتصاب من ذلك الجمجمة والصدر والرجة والأطراف وتتعرض أحشاء المريض لتغيرات وتبدلات تشريحية لتلك الأعضاء أما ألية الصدمة غير المباشرة أو الصدمة المعاكسة فتكون الصدمة من الخلف قوية وعنيفة وبذلك يتأذى العمود الفقري الرقبي الطهري أو القطني فينجم عن ذلك إصابات في النخاع الشوكي.
الحالات السريرية للمصاب بحادث سيارة:
يصاب المريض إثر حادث السيارة بإحدى الحالات التالية:
فقدان الوعي لفترة وجيزة: وفيها يفقد المصاب وعيه وشعوره لفترة تختلف باختلاف شدة الصدمة فلا يتذكر شيئا عن الأسباب وكيفية الحادث.
حالة السبات العميق: فالمصاب يكون في حالة سبات عميق أي فاقد الوعية وشعوره وجميع حواسة لفترة طويلة ويرافق ذلك باضطرابات تنفسية بسبب الرضوض المباشرة على الصدر والعمود الفقري. ويدخل المريض في حالة الخطر الشديد فينقل الى قسم الانعاش فوراً.
الصدمة الرضية: وذلك بسبب فقدان كمية كبيرة من الدم. ولذلك يعطي المصاب كمية من الأكسجين وتعويض حجم الدم المفقود كي يعود المريض إلى حالته الطبيعية .
الصدمة النزيفية: يكون النزيف في هذه الحالة كبيراً ومستمراً سواء نزف خارجي أو داخلي بسبب تمزق الطحال أو الكبد أو الكلية أو داخل الجمجمة, فيصعب تقدير كمية الدم المفقود ويدخل المريض في صدمته عدة مرات ويتم إنقاذ المريض بإيقاف النزف الداخلي بالتدخل الجراحي الفوري.
أخي السائق: لا تسرع فالموت أسرع القيادة فن وذوق وأخلاق.
تذكر أن أهلك وذويك ,أطفالك في انتظارك .
تجنب السرعة الزائدة والتهور والتأخير لعدة دقائق تجنبك وتجنب غيرك لكارثة مروعة .
تجنب تناول المقومات أو المهدئات وأنت تقود سيارتك.
كن حريصاً وأنت تقود سيارتك وأن تحترم وتراعي حقوق المارة ومستخدمي الطريق.
وسر والله يرعاك.
د.عبدالسلام الصلوي
حوادث الطريق في رمضان كوارث ومأسي مروعة 1784