لا أحب أبداً أن امسك العصا من المنتصف كما يحلو لبعض المخدوعين أن يدعو ذلك في الأحداث المصرية الجارية اليوم, لكني سأحاول أن أكون منصفا, وعدم الإنصاف هنا سيكون نوعاً من الظلم والغش وخيانة ليست بالهينة لان الكلمة هنا جد خطيرة وتحديد مربع الوقوف ليس بالأمر السهل في قضية بهذا الحجم وعلى هذا المستوى ..
الذي يحدث في مصر اليوم تجاوز مسألة الخروج من أجل إزاحة رئيس لم تعجب سياسته جزء من المصريين بل أن تداعياتها تجاوزت مصر والمصريين والتصريحات المتتابعة والتعليقات المتسارعة على الأحداث المصرية من جهات دولية عدة رسمية وغير رسمية خير شاهد وما أود قوله أن ما يحدث في مصر هو تعريف عملي لكلمة " انقلاب" ومرادفاتها وسنشير إلى بعض من أنواع الانقلابات التي تحدث في مصر الثورة اليوم :
*انقلاب إعلامي تمثل في إغلاق القنوات وكبت الأصوات ومصادرة الحريات وفيه استفزاز وقح لانصار مرسي عبر السماح للقنوات المعارضة له باستمرار البث بل والتحريض الصريح من قبلها على جماعة الإخوان المسلمين بمصر أكبر قوة سياسية في البلاد.
* انقلاب عسكري تمثل في تدخل المجلس العسكري في تفاصيل الحياة السياسية واستخدامه قوة الجيش بشكل واضح في تدخله هذا.
* انقلاب على مبدأ الديمقراطية والاحتكام للصندوق والرضى بما تفرزه الانتخابات وهذا مثل قضاء معنوي وإفحام قاطع على المتشدقين بالديمقراطية ومبادئها في المنطقة
* انقلاب أخلاقي فقد شهدنا موجة من الكذب الوقح على اعلى المستويات ومن ابرز الشخصيات التي قادت الانقلاب وقد اثبت هذا محمد العوا في تكذيبه ما ورد في خطاب السيسي من أن العوا قام بوساطة بين الجيش والرئيس محمد مرسي, بالإضافة إلى حالة السعار وتزايد موجة الكذب بشكل مخيف لدى قادة القوى المناوئة لحكم الرئيس محمد مرسي.
* انقلاب إقليمي ودولي وتدخل سافر تمثل في الدعم السياسي والمالي والمعنوي لقادة الانقلاب في مصر وعليه فان ما حدث في مصر هو انقلاب على الشرعية وعلى الحاكم الفعلي لمصر ولا يعارض هذا إلا مخدوع أو جاهل بحقيقة الصراع, وان انقلابيي مصر هم اقل من أن يقوموا بثورة مضادة بهذا الشكل لولا الدعم المالي والمخابراتي الذي حظوا به من أنظمة الاستبداد ورموز الاستعباد في المنطقة ..
إن ما يحدث في مصر له ما بعده.. وان على المصريين أن يتفاءلوا ويعملوا ويناهضوا هذا الانقلاب ويثورا عليه حتى يفشلوه وسينجحون بإذن الله.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
حمير الحوري
من صور الانقلاب في مصر: 1901