الفساد ذكر في القرآن على صيغة الخبر ثم النهي لمن يقوم بارتكابه ثم الزجر والوعيد فجاء في بداية القرآن المفسدون ثم ولا تفسدوا وأوجه الفساد كثيرة نمارسها ولا نعلم أنها من الفساد بلد وشعب يقال فيها لمن لا يفسد وللشريف والنزيه ضعيف وأهبل وغير صالح ومسكين, شعب يحكم بالأمزجة والأهواء ولا قانون ولا نظام يحفظ حقوقه, بلاد يعيش فيها القوي الظالم ويضيع فيها الضعيف المسالم, يجب أن نعترف بأننا شعب يعيش بالجهالة ودولة فاشلة دولة الشعب يعيش فيها على الحماية الفرد على أقاربه وعشيرته ومن يقول إنه شيخ على مرافقيه وعتاولته والتجار على المسئولين والمستثمرين على من هم قريبين من دار الرئاسة، الفساد هو الشرك بالله وهو الباطل وهو كل ما يخالف أوامر الله ونواهيه وهو ما جاء مخالف لشرع الله في الكتاب والسنة وهو ما لا يرضى الله به لعباده وهو الخروج عن الطاعة والانقياد لأوامر الله والفساد أنواع ومنه الكفر وما يوصل الإنسان إلى النار، والسكوت عن الظلم والظالمين، والعمالة للخارج والإضرار بالشعب والوطن لغرض المال وتحقيق مكاسب شخصية دنيوية، وعدم تلمس أحوال الجيران وحالتهم وعقوق الوالدين وعدم الاعتراف بحقوق الآخرين والكبر والرياء والمجاملة والتشهير بالآخرين والإضرابات والعصيان عن تقديم الخدمات للناس وإجبار الآخرين على القيام بها وعدم الاختيار الصحيح لمن يمثلك على كل المستويات وعدم إقامة الحدود والعقاب على الجرائم مثل القصاص وقطع اليد والسجن والتعزير والاستيلاء على أراضي الغير بدون وجه حق والنظر إلى ما حرم الله والإسراف وأكل القات والتمباك والشمة والتدخين وقطع الطرقات عن الناس والتقطع للآخرين لنهبهم وهو فرض رأي الأقلية على الأغلبية ووضع مخلفات البناء في الشوارع ووقف السيارات بطريق الخطأ والسخرية بالآخرين والعنصرية بكل أنواعه قولاً وفعلاً وعملاً وكذلك البصق والتبول في الشوارع وهو كل ما جاء على نفيه ورفضه الأنبياء والرسل وهو ما يخالف ما جاء به رسولنا عليه الصلاة والسلام وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين وهو الظلمات وهو الدمار والخراب والفوضى وهو الظلم بكل أنواعه وهو تغييب المبادئ والقيم وبيع الذمم وهو ما يخالف القوانين والأنظمة وهو الاحتكار وإخفاء السلع ونهب المال العام والسرقة وممارسة الفواحش وعدم تربية الأولاد التربية الصالحة وهو الخروج عن العادة المستحبة والتي يرتضي بها المجتمع وهو القهر والغش والرعب والخوف والخداع وشهادة الزور وكتم الشهادة والغيبة والنميمة وسوء الأخلاق وانعدام الحياء وكشف أعراض الناس وما يؤذي الجيران وما يؤذي عامة الناس والرضا بالمعاصي وأخذ الممتلكات العامة الخاصة بغير حق وهو الحرام بكل أنواعه من السحر والشعوذة والبدع وهو كل ما يؤدي إلى الفتن والتحريض عليها والغضب والكره وهو كل ما يضر الإنسان على وجه هذه الأرض وما ينتج عنه من عقاب بالآخرة وهو التعصب والانتقام بجميع أنواعه وأن تحب لنفسك ما لا تحبه لغيرك وهو الإساءة للآخرين والعنف ووضع الأذى في الطريق العام وهو التجسس على الآخرين والقنوط من رحمة الله وهو السب والشتم واللعان وتمني زوال النعمة من الآخرين.
لغوياً: الفساد فسد كنصر وعقد وكرم فساداً وفسوداً ضد صلح فهو فاسد والفساد أخذ المال ظلماً وهو الجدب والمفسدة ضد المصلحة وتفاسدوا تقاطعوا الأرحام واستفسد ضد استصلح.
الفساد محسوس وملموس واليمن غارقة في الفساد وهو يمارس في مرافق الدولة وأجهزتها ويمارسه الشعب مع بعضه البعض ولا احد يستطيع سرد أنواع الفساد وهذه بعضاً منها والتي يجهلها الكثير وبعض الناس لا يعرف ان هذه الأمور من الفساد لذلك وضحناها لنعرف أننا كلنا في اليمن مشاركين في الفساد الدولة والشعب وهذا يعود إلى غياب رجال الدين والأدباء والمثقفين ودور الإعلام والأسرة والمسجد والمدرسة في الابتعاد عن مظاهر الفساد والتي سوف يعاقبنا الله على ارتكابها والرضى والسكوت عنها وتتغاضى عن ممارسته ويفرض على الشعب بأن يمارس الفساد وتحت أنظار الدولة وقوانينها ولوائحها.
في اليمن: الفساد وراثة وصناعة وله رجال معروفون يظهرون ويختفون بحسب الحاجة وهم باقون في مواقعهم يعرضون خدماتهم لكل مسئول ولابد من إقناعه بالقبول لأفكارهم الهدامة ولأن هذا المسئول يأتي بالواسطة والمحسوبية والرشوة لا يهمه سوى استغلال الفرصة لأن أمامه أطماع لا نهاية لها تأمين مستقبله ومستقبل أولاده لمئات السنين وكأن الفساد ملتصق معنا وكأن اليمنيات لم يلدن إلا فاسدين فهل يعقل أنه لا يوجد رجال مخلصين لأننا لم نتنفس الصعداء ولم نطعم حتى هذه اللحظة طعم الرجال الأوفياء بل ما زلنا نتجرع بطش فساد الفاسدين وترحل مصائبنا مع أعمارنا يوماً بيوم وشهراً بشهر ولم نجد حتى الآن من يأتي ليعالج أخطاء السابقين ولعلمنا بالفاسدين وأفعالهم تأتي الانتخابات وننسى طول السنين وفسادهم فيها بالركوب فوق سيارتهم وبقليل من التخزين من القات العمري ويا مكثر الوعود بالوظيفة والعسكرة والتحسين وبأن تكون من المقربين إلى متى يدوم الضحك على الدقون ويا شعبنا اصحى من النوم لا خير ولا تقدم لهذا البلد بعودة الفاسدين ، بلدنا يدخل إليها كل ما هو ردئ وما هو مضر بالمجتمع كل المواد تدخل بمواصفات التاجر المستورد لا بمواصفات الدولة، الأرض تدور حول نفسها ونحن في اليمن الفساد والفاسدون يدورون حول هذا الشعب قيادات ترحل وقيادات تأتي والفساد باقٍ في عقولنا وفي نفوسنا وبراءة للذمة وزاراتنا بوزرائها ووكلائها وخبرائها فاشلة.
الفساد في اليمن موجود بدرجة عالية يتطور مع تطور الحياة لذلك تجاوز مدراءها في كل المرافق ويستطيع من يعمل في البحث الجنائي والأمن السياسي يشاغلك وربما يولف لك قضية ظلم ضد المواطن لا أول له ولا آخر فساد فردي وفساد اسري وفساد اجتماعي والفساد وعصابة الفساد معروفة في اليمن من المسئولين والتجار والمهربين ومباركة هذا الشعب العظيم نحن من اليمن وهذه قصصنا مع الفساد ممارسة الدولة للفساد يبدأ من عدم قدرة الدولة على تطبيق النظام والقانون ثم يأتي ممارسة الدولة للفساد بالسماح لكوادرها وفي مرافق الدولة بممارسة الفساد ضد أفراد الشعب ، فشل الدولة وضعفها في فرض هيبة الدولة جعل الفساد ينتشر وينمو بشكل ليس له مثيل في أي دولة من دول العالم ، الفساد في اليمن عياناً جهاراً دون خوف أو وجل من ممارسته ويمارس بقوة الفاسدين في اليمن وأصبح احد أفراد الأسرة يولد مع المولود ثم ينمو معه ثم يكبر معهم وها نحن نسرد لكم القصة المؤلمة والمحزنة وهذه نبذه عن الفساد في اليمن كنا من سكان القرية نعاني من بطش وظلم الشيخ والجهل والمرض والفقر وحالة الناس وقلة الأمطار وانتشار شجرة القات على حساب المحاصيل من أنواع الحبوب وقلة الخدمات الصحية وصعوبة الطرق الوعرة وعدم وجود الكهرباء بصفة دائمة ودخلنا المدينة على أمل العيش بسلام وأمان, لكننا وجدنا في المدينة أسد المدينة شيخ ظهر فجأة من سنين يبطش وينهب الأرض بالمرافقين ويا كثر المشائخ بالحبة والصوالين لا نعرفهم ولا نسمع عنهم وأصبحوا أثرياء وميسورين بالحرام والكهرباء تنقطع ولا فرق بين القرية والمدينة خوف ورعب وحق المسكين ضائع وما أكثر المشائخ والضباط الظالمين في المدينة والحالة هي الحالة والقرية مثل المدينة قلنا نستأجر شقة مثل المستأجرين في بلاد بره لكن ان المصيبة ان المؤجر لا يعرف دولة ولا نظام وهو بعد شهرين يطلبنا بالزيادة وخلنا طول السنة بحالة غير مستقرين ولا نفكر إلا بالرحيل وإلا بالزيادة لا حماية للمستأجر ولا ضمانة ويبدأ معنا الفساد ويرافقنا من عند الذهاب للمعاينة في المستشفيات الحكومية لا تجد العناية الكاملة الدكتور لا يؤدي واجبه على أكمل وجه وبشكل سريع وبما يتطلبه حالة المريض كما هو المعتاد إهمال وعدم لا مبالاة وتطفيش واستهتار ومعاينة يظهر عليها عدم الاهتمام والرضا رغم صرف المرتب والتواجد مره في الأسبوع إن أمكن وصرف الملايين على الترميم والأجهزة العاطلة في أحواش الكهرباء والمستشفيات وبقية الأجهزة عليها الأتربة ومصديه ، وإذا ذهبنا إلى المستشفيات الخاصة لا توجد لنا حماية ولكن توجد رسوم بدون ضوابط وعمليات بحسب المزاج وبدون تشخيص للمرض وما تحصل عليه من كلام في نهاية الأمر هو القضاء والقدر ولا يتم حتى تأنيب الضمير من التقصير والخطأ رغم ان الخطأ والغلط وارد لا محالة إن مات أو أصبح فيه عاهه أو زاد المرض شيء طبيعي في مستشفياتنا في اليمن وعند الولادة تريد شهادة ميلاد لابد من الرسوم عليها ودفع الزيادة وعند التسجيل في المدرسة لابد من الرسوم ثم دفع الزيادة وإن تريد بعناك الشهادة ولا يهمك في الامتحان الفرق والبراشيم ننجح ابنك كالعادة وإذا تريد الدراسة في الجامعة الرسوم لا يهم بقدر دفع الزيادة لكن بعدها تحس انه لا ضوابط في الجامعة مزاج الدكتور هو السائد وإلا تقوم عليك القيامة ومستقبلك بيده ولا أحد يوقفه وهو من ينجحك أو يرسبك في مادته وتريد أن تشكو من قام بالاعتداء عليك في قسم الشرطة لابد من الأجرة وللمدير دفع الزيادة وللمحقق لابد من الزيادة حتى في النيابة هذا فلان وهذا علان لا تستكمل الإجراءات ولا تكييف للقضية ولا يتابع المطلوب لأنه يقرب للساسة والمصيبة ان أحزابنا السياسية تلصق الفساد ببعضها وتوهم الشعب بأن الفساد فساد الدولة أو فساد الحزب الفلاني والحقيقة أننا كشعب نمارس الفساد مع بعضنا البعض ولأننا ملطخين بالفساد يسكتنا عن ممارسة فساد الدولة وعواقب السكوت نهبت ثروتنا وسلبت حقوقنا ورضينا بأن يتولى أمورنا وشئون بلدنا الفاسدين على مستوى كل قرية وإدارة ومديرية ووزارة ورئاسة جمهورية .
محمد أمين الكامل
قصتي وإخوتي مع الفساد في اليمن (2). 1695