محاولة اغتيال الناشط والباحث غائب حواس جريمة بشعة تدل على مدى تأصل ثقافة إقصاء الآخر وتصفية المخالف جسديا لدى جماعة الحوثي التي يتهمها البعض بمحاولة اغتياله .
غائب حواس الباحث والناشط والإنسان هو واحد من قائمة طويلة من الضحايا الذين تسبب مشروع السيد الحوثي ورغبته في السلطة في تشريدهم وهم عشرات الآلاف ومع هذا لاحقه ظلم الحوثيين حتى صنعاء وكاد أن يقضي على حياته ــ بحسب اتهام البعض ــ رميا بالرصاص كلغة تريد الجماعة المسلحة اعتمادها كأسلوب وحيد للحوار مع الذين يختلفون معهم أو يتضررون من نشاطهم الفكري والإعلامي .
إن كان الحوثيون هم فعلا وراء محاولة اغتياله, فمؤسف أن يواجه أتباع السيد الحوثي الكلمة بالرصاصة وأن يحاولون إخراس أي صوت مخالف بقوة السلاح ومؤسف أيضا أن كل هذا في يحدث في ظل سلطة متواطئة تتفرج على ما يجري وكأنه في كوكب آخر ونخبة صامتة ومتخاذلة مع أن الدور قد يأتي غدا على أي واحد من هؤلاء ينتقد هذه الجماعة أو يختلف معها .
صمت ما يسمى بالمنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني عما ما حدث ويحدث للناشطين والمختلفين مع جماعة الحوثي من ملاحقات ومحاولات اغتيال وتعذيب وسجن وسحل واعتداءات يكشف على أن هذه المنظمات مجرد دكاكين صغيرة للارتزاق ونيل الدعم المشروط من الجهات الأجنبية وتنفيذ برامجها ومخططاتها في اليمن ليس إلا وليس لهم في مجال الحقوق والحريات لا ناقة ولا جمل لكنهم سيقيمون الدنيا ولم يقعدوها لمجرد نشر خبر كاذب ومزور عن طفلة يراد ينوي بعض أهلها تزويجها وهي صغيرة كما حدث مع الطفلة ندى الأهدل لكن أن يتعرض الناشطون والمخالفون لجماعة الحوثي لمحاولات اغتيال وللسجن وللتعذيب وللاعتداء فهذا أمر لا يثير أي اهتمام لهم ذلك أن مموليهم ممن يصرخ الحوثيين بالموت لهم وصوهم على الحوثيين وشددوا على أن لا يقوموا بأي نشاط يضرهم ومع هذا يصدق البعض ان الحوثيين فعلا يعادون أمريكا واليهود والنصارى .!!!
كما أن صمت أحزاب المشترك على ما يجري يضع أكثر من علامة استفهام حولها ويوضح مدى ارتهان بعض هذه الأحزاب واختراقها من هذه الجماعة وفي هذا المقام فلا بد من الإشادة باتحاد الرشاد الذي أستنكر وأدان ما تعرض له غائب حواس ولا بد من توجيه تحية لكل الذين كتبوا عن غائب حواس وتضامنوا معه وزاروه في المستشفى .
كما أننا نؤكد على أن هذه الأساليب والممارسات القائمة على العنف ستؤتي نتائجها العكسية وسيزاد المعارضون والناقمون على جماعة الحوثي التي ندعو عقلائها إلى لجم جماح الشباب فيها والتأكيد لهم على ضرورة نبذ العنف وانتهاج السلمية وتغليب قيم التعايش بين جميع أبناء الوطن ولدي ثقة أن هناك عقلاء كثيرون في الجماعة ويعرفون مصلحتها وينبذون هذا العنف ويدينونه .. مخيف ما يحدث ومخيف أن لا نصحوا إلا بعد فوات الأوان .!!
محمد مصطفى العمراني
محاولة اغتيال غائب حواس والصمت المخزي للنخب والأحزاب 1844