بعض العادات السيئة والاهتمام بمظهر الطعام وشكله أكثر من محتواه وعناصره والاعتماد على الوجبات الجاهزة والمعلبات وما يسمونه بالوجبات السريعة كل هذه أخطاء قد تفقد الطعام قيمته وتجعله عبئاً ثقيلاً على المعدة والجسم إن لم يتحول بالفعل إلى مواد سامة تفتك بالجسم فتكاً وزمام الأمر سيدتي- ربة الأسرة بيديكِ خاصة إذا علمت أن صحة الجسم وقوته تكمن أولاً في الغذاء الذي يتناوله الإنسان فإذا فقد هذا الغذاء عناصره الأساسية صار الجسم عليلاً كليلاً.
وسوف نذكر وبعون الله بعض الإرشادات الهامة في إعداد وتجهيز الطعام وخاصة في شهر رمضان.
احرصي سيدتي على أن يكون طعام الإفطار دائماً طازجاً.. واحذري الأغذية المحفوظة!! يجب أن يكون التمر أول غذاء يفطر الصائم مع كوب من الحليب الطازج ولا مانع من شرب كون من عصير الفواكه الطبيعية المتوفرة في الأسواق أو شراب قمر الدين ثم التوجه إلى الصلاة ففي هذه الأثناء يمتص السكر بسرعة في المعدة ويعطي الصائم الشعور بالشبع قبل أن يجلس إلى طعام المائدة الرئيسية ولكن حذاري الأكل حتى التخمة.
ويجب أن تشمل المائدة الرئيسية للعشاء على الفواكه الطازجة والخضروات والسلطة والسمك أو اللحوم الحمراء المسلوقة أو الدجاج المسلوق, بالإضافة إلى شربة القمح أو شربة العسل أو شربة الحريره المشهورة والغنية بمحتوياتها من العناصر الغذائية الرئيسية وطبق الشفوت بالإضافة إلى الخبر الأسمر والملوح المنزلي أخيراً أطباق المُحلبية..
أن من الخير لنا إن نهتم بتناول الأطعمة الطازجة والمواد الغذائية التي تتركز فيها الفيتامينات والمواد المعدنية المفيدة للجسم, إن الجسم الذي يحصل على غذاء طبيعي طازج سليم يكون في أغلب الأحيان كفيل بدرجة كافية ضد عوامل التوتر والأمراض التي لا تحصى في حياتنا العصرية.. وهنا لابد لنا من ذكر بعض النصائح والملاحظات الآتية:
- ضرورة الاعتماد على معظم وجبات الطعام من الأغذية الطازجة غير المطهوة كالفواكه والخضروات الخضراء المتنوعة, وتناول الأطعمة الطازجة الجديدة حيث يقضي التخزين على بعض الأنزيمات.
- ضرورة مضغ الأطعمة جيداً ولاسيما الفواكه والخضروات والأطعمة النشوية كالأرز أو المكرونة, وضرورة شرب اللبن الحليب غير المبستر "الحقين" والإكثار من تناول اللبن الرائب "الزبادي" والذي يعتمد عليه في عمل الشفوت.
- ضرورة طبخ الخضروات طبخاً خفيفاً كي تحتفظ بطعمها وقيمتها الغذائية من المعادن والفيتامينات لان طبخ الخضروات فترة أطول تفقد قيمتها الغذائية.
- ضرورة الاعتماد على عصير الفواكه الطازجة المتوفرة في الأسواق ويتم تجهيز ها في المنزل وعدم شراء المشروبات الصناعية كالعصائر أو المشروبات الغازية.
نظراً لأن الفواكه غذاء مثالي.. فهي هاضمة.. منعشة.. مغذية.. مضادة للتسمم ومن أجل صحتك وصحة أولادك وأسرتك, فعليك بالفاكهة فهي أجدى وأنفع من جميع السكريات والشيكولاتات وغيرها من الحلويات الصناعية التي يغلب عليها الضرر أما المشروبات الغازية فلها أخطاء فادحة حيث يؤدي الإكثار منها إلى عسر الهضم كما أن لها تأثير ضار على المصابين بأمراض القلب والكلى وارتفاع ضغط الدم والإكثار منها يؤدي إلى قرحة المعدة.
- ضرورة تجنب الوجبات الدسمة التي تؤدي إلى اضطرابات عضوية وتكون سبباً بالإصابة بتصلب الشرايين والجلطة الدموية والذبحة الصدرية.
- ضرورة تجنب استخدام المشهيات والمقبلات في مائدتك لفتح الشهية لما تسببه هذه المواد من ضرر على المعدة وكذلك الكبد والأمعاء والفم ومن ثم الإصابة بالبواسير وحرقة البول كما هو الحال في المواد الحريقة "الشطة" والفلفل.
- وهناك مواد مشهية يمكن تناولها بالاعتدال كالخل والليمون والمخللات على أن تكون ممزوجة بالسلطة.
- ضرورة تجنب الأطعمة المقلية كاللحوم والكباب والدجاج والسمك لأن الطعام المعد بهذه الطريقة يصبح عسير الهضم وخاصة في رمضان.. ذلك أن الزيت أو الدهن المغلي يتحول إلى مادة تتعب الكبد وتتجمع على جدران الشرايين فتصيبها بالتصلب والضيق وبالتالي تؤدي إلى حدوث علل بالقلب, وافضل طريقة لطهي اللحوم أو الأسماك هو سلقها أو شيها, فذلك أفضل بكثير من القلي بالزيت.
- ضرورة تنظيم مواعيد الوجبات سواء في رمضان أو في بقية شهور السنة كي تنظم المعدة إفرازاتها وبالتالي تجنب الإصابة بعسر الهضم في تناول الأطعمة وصدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم حين يقول: (المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء).
د.عبدالسلام الصلوي
صيام بدون منغصات ومشاكل صحية 1509