;
محمد الحميري
محمد الحميري

قناة الجزيرة وقطر والأمير 1412

2013-07-22 06:46:43


‏دولة قطر صغيرة المساحة تمتد على شكل شبه جزيرة في قلب الخليج العربي ولكنها كبيرة الفعل ورائدة في السياسة..
إلى التسعينات كانت معظم دول العالم لا تسمع عن قطر شيئاً ولا تعرفها رغم أنها كانت دولة بترولية.. بعدها انتقلت نقلة نوعية فارقة في تاريخ قطر وذلك بعد أن تولى أمير قطر السابق الشيخ/ حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد الحكم فطوّر كل شيء في الدولة وتضاعف مستوى دخل الفرد القطري لأكثر من عشرين ضعفاً وشهدت البلاد نهضة تنموية ضخمة فاقت التوقعات صاحبها إطلاق قناة الجزيرة الإخبارية التي مثلت ثورة سياسية بحد ذاتها ليس على مستوى قطر فحسب بل وعلى مستوى الوطن العربي والمنطقة برمتها وكان لهذه القناة ـ التي تحقد عليها الأنظمة الدكتاتورية ـ دور فاعل في إذكاء وإنجاح ثورات الربيع العربي وأصبحت المصدر الأساسي لتلقي الأخبار لمعظم الشعوب العربية، ومن شدة الحقد عليها من قبل الأنظمة الدكتاتورية فقد تمت مضايقة العاملين فيها وأغلقت مكاتبها في أحيان أخرى في كثير من المدن العربية وصودرت معداتها بل وقتل الكثير من مراسليها أثناء ثورات الربيع العربي وواجهت حملات مضادة تطعن فيها وبمصداقيتها بهدف التشويه بسمعتها وهذا شيء طبيعي نظراً لتأثيرها الفاعل على هذه الأنظمة وزلزلت عروشها، وعندما ينتقد المشاهد أي قناة عربية بسبب انحيازها للأنظمة وعدم موضوعيتها في نقل الخبر أول ما يرد عليك أتباع الأنظمة الدكتاتورية وبقايا الأنظمة التي ثارت عليها شعوبها بالقول: قناة الجزيرة أسوأ من هذه القناة وهي منحازة وغير موضوعية!..
 ويا للعجب عندما يقارنون هذه القناة بتلك القنوات مع أن الفارق كبير, فمن حيث الموضوعية تحاول الجزيرة التوازن وعرض كل الآراء وتعرض الوقائع كما هي، ولأن هذه الوقائع تكشف حجم الجرائم والمخالفات لتلك الأنظمة فلذلك يتوجب عليها السخط والرفض لأنهم لم يعتادوا على إعلام محايد وشفاف..
وإذا افترضنا جدلاً أن هناك انحيازاً لهذه القناة فلا شك أنه انحياز محمود لأنه انحاز للشعوب وإرادتها بعكس تلك القنوات التي انحازت لأنظمة الكبت وضد إرادة الشعوب فشتان بين الانحيازيين.
لذلك ارتبطت هذه القناه في ذاكره الشعوب العربية وكسبت ودهم ولا تكاد تجد شخصاً يؤمن بحرية الشعوب واحترام إرادتهم إلا وتجده يحترم هذه القناة العملاقة وموقف هذه القناة المنحاز غالباً للحقيقة المجردة, لا يمكن أن يكون كذلك لولا أن هناك قيادة شريفة آمنت بحرية الكلمة وإرادة الشعوب, مستصغرة كل الصعوبات لأجلها.
وأنا كمواطن يمني لبثت في قطر مذ كان عمري سنين, عندما أتحدث عن قطر شعباً وقيادة أجدني لا أوفي هذه الدولة حقها ومهما أتحدث عنها لن أكون مبالغاً بل أعتقد أنني مقصر في ذلك.. ولِمَ لا ولهذه البلاد وأهلها حق عليّ لا ينساه إلا جاحد وناكر للجميل, فقد درست فيها ووجدت كامل الرعاية مثلي مثل إخواني المغتربين من أبناء اليمن فقد أكملت دراستي الإعدادية والثانوية والجامعية ودراسات عليا في قطر ولم أشعر يوماً خلال إقامتي فيها بأي اغتراب أو مضايقة، بل إني كنت أشعر أني أحد أبناء البلد، وأذكر أنني أول ما نزلت إلى ساحة الحرية في تعز أثناء الثورة الشبابية وإعلان انضمامي لها عام ٢٠١١ م قلت في كلمتي التي ألقيتها في الساحة:
عشت في قطر ستة عشر عاما لم أشعر خلالها أنني أجنبي بل كنت كأني في بلدي الأصل، أما في بلدي اليمن وفي ظل هذا النظام القائم على الشللية والمناطقية وأنا عضو مجلس نواب أشعر بأن مواطنتي منتقصة، فما بالك بالمواطن العادي.
وكل مواقف قطر مع اليمن كانت ولا زالت مشرفة، فقد كان لها موقفها المساند للوحدة في عام ٩٤ ولولا موقف قطر لكان الانفصال قد تم في تلك الفترة، مع إدانتي لما ترتب من مظالم وآثار بعد حرب ٩٤م وكان لقطر دورها الفاعل لحل قضية صعدة لولا مراوغة النظام آنذاك وعدم جديته في الحل مما أعاق هذا الدور وأحبطه.
ولقطر أدوار ومواقف ودعم لليمن مادياً وسياسياً، آخرها مشروع مدينة "حمد" الطبية بمدينة تعز وينتظر الجانب القطري من السلطة المحلية إكمال التسوير والتعويضات لأهل الأرض وسيباشر العمل في تنفيذه قريباً..
والمجال مفتوح للتعاون بين البلدين بدون شروط أو مَنٍ أو أذىٰ وليس هناك أي اشتراطات مقابل ما تقدمه هذه الدولة لليمن سوى أن تكون الحكومة مهيئة لتنفيذ المشاريع التي تمول من قبلهم بشفافية.
واذا كان فارس قطر الأمير/ حمد بن خليفة آل ثاني قد ترجل بعد إنجازات عملاقة وتاريخية إيماناً منه أن المرحلة تتطلب دماء شابة تحمل الراية بهمة وعزيمة، فسلّم الراية لولي عهده الأمير/ تميم بن حمد آل ثاني, ضاربا المثل لكل الحكام بأن لكل زمان رجاله ويجب أن نسلّم بهذه الحكمة..
ولا شك أن الأمير تميم, سائر على نفس الطريق وبهمة أعلى كما شاهدنا وسمعنا خطابه الرائع الذي وضح فيه الخطوط العريضة لتوجهه محليا واقليميا ودوليا بعد أن تسّلم مقاليد الحكم متطلع إلى غد افضل واضعا خططه الطموحة وفق رؤية مدروسة الى عام ٢٠٣٠م قطر عام ٢٠٣٠ ولسان حاله يقول:
إذا سيد منا خلا قام سيد      قؤولٌ لما فعل الكرامُ فعولُ 
هذا الخط المستقيم التي تسير عليه قطر يحرج الكثير ويغضب البعض ويجعل بعض الألسنة تتطاول عليه وعلى من يؤيده أو يثني عليه، ولكن كل ذلك لن يثنيه ولن يعيق المسيرة وصدق الله القائل:
 (( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض))
تحية لقطر أميراً وحكومةً وشعباً لمواقفهم المشرفة والمنحازة لإرادة الشعوب العربية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد