• مازلنا في رحلة البحث عن الدولة منذ انطلاق شرارة ثورتي 26 سبتمبر و 14 أكتوبر ، لم نفي للدماء الزكية التي سالت في تلك الثورات ومازلنا في حنين – حتى اليوم – لشيء اسمه الدولة .
• الدولة بكل معانيها العظيمة والجميلة ( النظام، القانون، العدل، المواطنة المتساوية، الحقوق والحريات ، الحياة الكريمة) .
• لكن أنى لهذه المعاني الجميلة التي يرتكز عليها مفهوم ( الدولة الحديثة ) أن تتحقق ولما نجد الدولة بعد .
• كثيرة تلك الأسس والمبادئ التي ترتكز عليها الدولة، لكن من أهم تلك الأسس التي تستند إليها الدولة مفهوم هيبة الدولة.
• هيبة الدولة ببساطة هي قدرة الدولة على بسط نفوذها داخليا وتطبيق القانون على كافة أراضيها بالقوة وعلى كافة السكان .
• قامت ثورة الشباب في 11 فبراير 2011 لتحقيق هدف بناء الدولة الذي فشل السياسيين والأحزاب – في الشمال والجنوب – التي تعاقبت على حكم البلاد منذ ثورتي 26 سبتمبر و 14 اكتوبر الى حين انتفاضة ثورة الشباب في تحقيقه .
• ما نراه اليوم يبقينا في نفس المربع ( مربع اللادولة )، لا هيبة لدولة ولا فاعلية لحكومة تحقق هذه الهيبة ومن ثم تشرع في بناء الدولة .
• اليوم الحوثي يفصل محافظة عن جسد الوطن ، يأمر وينهى ، يعين ويقيل ، يعتقل ويسجن ، وفي نفس الوقت لا اعتراض ولا وقف لهذه المهزلة ، بل ميزانية المحافظة تصل من البنك المركزي لتصرف على محافظة لا سيطرة ولا إدارة ولا قرار للدولة عليها .
• قبلها كانت أبين سلمها النظام السابق للقاعدة في ذروة المؤامرة ، انسحب المحافظ وقوات الامن لتستلمها القاعدة في قصة اشبه بالمهزلة . واستطاعت قوى الدولة أن تستعديها ، فقط لأنها امتلكت قرارا وهيبه .
• هناك أماكن أخرى كثيرة لا توجد فيها الدولة وخارج نطاق السيطرة يحكمها مشائخ وقبائل و أسر ولا سيطرة للدولة فيها ، وهذه مشكلة حقيقية ينبغي على القيادة السياسية تداركها والحد من أخطارها.
• تطبيق القانون هو انعكاس حقيقي لسيطرة الدولة وبسط نفوذها وقوة هيبتها، كلما سيطرت الدولة على كافة أراضيها ، يتسنى لها فرض تطبيق القانون وسيادة العالة ، لكن كيف سيتم تطبيق القانون في صعدة والجعاشن والعدين وغيرها من المناطق التي لا تخضع للدولة .
• نحن بحاجة إلى دولة . هذه هي كل الخلاصة . ومازلنا بانتظار الدولة .
• هذه الحالة في المناطق التي لا تخضع للدولة، أما المناطق التي تخضع للدولة يتم تطبيق القانون حسب المزاج على من نريد ويختلف باختلاف الشخص والأسرة والقوة والوضع المالي .
• يجب على الدولة أن تطبق القانون والدستور بالقوة في حالة التمرد على الدولة والخروج عن نطاق الدستور والقانون
• حالة الاعتداء على أبراج الكهرباء وأنابيب النفط مثال صارخ ومحزن على هيبة الدولة.
• الرئيس والحكومة لم تقف تصريحاتهم بالضرب بيد من حديد على هؤلاء لكن للأسف وجدناها يد من شوكولاتة.
• كيف سيحترم المواطن الدولة أو تكون في نفسه هيبة للحكومة عندما تصبح قوات الجيش والداخلية عاجزة عن إيقاف هذا المسلسل المقيت.
• لن نفقد الأمل وسنظل نواصل حلمنا ببناء دولة النظام والقانون، ربما لن يكون قريبا لكن لن يموت الأمل.
خالد اليافعي
هيبة الدولة المفقودة 1441