لا ادرى لماذا نحن ـ اليمنيون ـ دائماً نريد نقزم أنفسنا ونربط مصيرنا بمصير الشعوب الأخرى, وننسى أننا شعب الإيمان والحكمة كما وصفنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم , دائماً نحاول استنساخ التجارب التي تحدث في بعض الدول وكأنها قدر محتوم علينا لابد أن نقوم به وطريق إجباري لابد أن نسير فيه رغم أن لدينا تجارب رائدة وفريدة أبهرت العالم, لكن للأسف نريد أن نهدمها من اجل أن نقلد الأخرين.. بدلاً من أن ندعوهم إلى الاستفادة من تجاربنا. لدينا اللقاء المشترك كتكتل سياسي فريد ليس له مثيل في العالم ولدينا مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذى جمع كل الفرقاء على طاولة واحدة من أجل المشاركة في بناء اليمن الجديد ولدينا رئيس توافقي تم انتخابه وحكومة وفاق وطني يشارك فيها معظم القوى السياسية الفاعلة , لو أن المصرين لديهم مثل ما عندنا ما وصل حالهم إلى ما وصل إليه, بدلا من أن نسير في طريقنا نحو المستقبل ونعتبر أننا شعب له خصوصيته وتجاربه نرى البعض يريد أن يهدم كل ذلك ونعود إلى المربع الأول لان ما حدث في مصر يجب أن يحدث عندنا.
يا جماعة الخير: المصريون هم اعرف ببلادهم وقادرون على حل مشاكلهم لا نربط وقعنا بهم لا ينبغي أن ننقل خلافهم إلينا.... الأصل أننا نجعلهم يستفيدون منا لا أن نتأثر بهم نحن ونسعى إلى نقل خلافاتهم إلينا فهم في وضع لا يحسدون عليه.. متى سوف نثق بأنفسنا ونفتخر بتجاربنا ونوقن أننا شعب يختلف عن غيره من الشعوب.. إن ما يحدث في الشعوب الأخرى شأن خاص بهم له أسبابه الخاصة التي ليست موجودة عندنا, بل إننا قد تجاوزناه منذ زمن بفضل الحمية اليمانية.
القوى الثورية في مصر لم تستطع الحفاظ على الثورة ومكتسباتها بسبب تمزقها وتفرقها وعدم توفقها على مسار واحد, وهذا كان عاملاً رئيسياً تمكنت من خلاله قوى الثورة المضادة من فلول النظام السابق ومن وراءهم من القوى الإقليمية من قلب الطاولة على الجميع, وإعادة الأوضاع إلى المربع الصفر, والقضاء على كل مكتسبات ثورة يناير العظيمة, وهذا يجب أن يكون درساً تستفيد منه القوى الثورية في اليمن وغيرها من دول الربيع العربي, فتزداد تماسكاً ووحدة, وتسعى إلى إيجاد توفق وشراكة وطنية حقيقة بحيث يشارك كل أبناء الوطن في مرحلة البناء والإعمار والانطلاق إلى مستقبل أفضل , كما قال د ياسين سعيد نعمان: علينا أن نبني الدولة أولاً, ثم بعد ذلك كل يخرج مشروعه.
تيسير السامعى
حكمة اليمنيين تغيب عن المصر!! 1366