النوم سنة حيوية وضرورة يعتمد عليها الإنسان كأي كائن حي لراحة جسمه وفكره وقلبه حتى يستطيع متابعة حياته بعزيمة ونشاط متجددين.
قال تعال: (وجعلنا نومكم سباتا) النبأ, وتعرف الآية النوم بالسبات والسبات من الاسترخاء وهي حالة شبه مرضية, أما النوم فغريزة طبيعية, لكن أوجه التشابه بين الحالتين كثيرة وللنوم درجات كمرحلة النعاس أو السنة والنوم السطحي والغط في النوم كما يختلف النوم من شخص لآخر ومن نقاط التشابه أيضاً أن الأجهزة الحيوية الأساسية كالتنفس والدوران والقلب والكلية تستمر بالعمل في حالة السبات كما تستمر بالعمل في حالة النوم.
والواقع أنه لحدوث النوم يلزم زوال جميع المنبهات الخارجية التي تنتقل للإنسان عن طريق حواسه المختلفة إلى الدماغ, وأهم تلك الحواس هي السمع أولاً ثم البصر والمنبهات الحسية.
والنائم ينفصل عما حوله إنفصالاً تاماً بجميع مداركه وكأنه ميت وفي القرآن آيات عديدة تشبه النوم بالموت المؤقت.
قال تعالى: (وهو الذي يتوفاكم في الليل ويعلم ما جرحتم في النهار ثم يبعثكم فيه ليقضي أجل مسمى" الأنعام.
الفرق كبير بين نوم الليل ونوم النهار فلنوم الليل فوائد عظيمة حيث تنال أعضاء الجسم أضعاف ما تناله في نوم النهار المليء بالضوضاء والصخب القوي وكلها مثيرات عصبية ولقد اكتشف أخيراً أن الغدة الصنوبرية في الدماغ تقوم بإفراز مادة الميلاتونين ويزداد إفراز هذه المادة في الظلام, بينما يثبط الضوء إفرازها وقد وجد أن للميلاتوني تأثيراً مباشراً على النوم.
والظلمة بما يرافقها من سكون الليل وهدوء الحركات وتحرك النسيم اللطيف ونور القمر الساحر كلها عوامل تهيئ للإنسان أحسن الظروف للسكن والراحة والنوم قال تعالى "وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا" النبأ.
وإذا ما حاول الإنسان مخالفة سنة الحياة هذه والحقيقة العلمية بحيث ينام في النهار ويسعى أو يسهر في الليل كما يحدث في شهر رمضان في معظم الدول العربية والإسلامية ومنها اليمن. فإن الإنسان معرض لأضرار صحية عديدة كالإرهاق العصبي وضعف الحيوية التي تمنحه إياها أشعة الشمس وفي النهار يشكل الجلد بوجود الأشعة فوق البنفسجية فيتامين د. وشيء آخر هو أن تعاقب الليل والنهار أو الظلام والضياء ضرورة أساسية لنمو الحياة على الأرض.
د.عبدالسلام الصلوي
النوم وتعاقب الليل والنهار 1707