إن هذه الليلة هي أول ليلة من ليالي رمضان وقد قدم إلينا هذا الشهر العظيم ليكون شهر الغذاء للأرواح, وبلسماً للجراح, ومقيداً للشهوات, ومقوٍّياً للهمم, وغنيمة للمسلمين المؤمنين الصالحين، وفرصة للعصاة والمذنبين، ولننتبه, فالزمن يجري بسرعة عجيبة، فهو دائب الحركة ليلاً ونهاراً, ومن رحمة الله عز وجل بعباده أن جعل لنا مواسم للخيرات، يكثر أجرها ويعظم فضلها، حتى تتحفز الهمم للعمل فيها، فتنال رضى الله وفضله ومنه وكرمه ورضاه.
إننا تهيأنا الليلة لاستقبال ضيف كريم عزيز باستعدادنا لصلاة التراويح، إننا نستقبل موسماً من مواسم الخيرات كبير, تهيأنا لشهر من أفضل الشهور.
إنَّه شهر رمضان المبارك, ونستعد لعبادة هي من أجل العبادات، وقربة من أشرف القربات، وطاعة مباركة لها آثارها الطيبة في العاجلة والآجلة، من تزكية النفوس، وإصلاح القلوب، وحفظ الجوارح والحواس من الفتن والشرور، وتهذيب الأخلاق, وحصول عظيم الأجر وتكفير السيئات المهلكة, والفوز بأعالي الدرجات بما لا يوصف، ناهيك عن عمل اختصه الله من بين سائر الأعمال..
لقد كنا نتمنى حلول رمضان, ونتشوق لاستقباله فها هو قد حل بساحتنا, ونعلم جميعًا أنه بإذن الله سينقضي وينتهي كما انقضى غيره, تلك سُنَّة الله سبحانه, وتمر الأيام الجميلة مرورًا سريعًا, تمر ويجب أن لا نكون عنها غافلين.
ورمضان أحد أعظم هذه المواسم، فهو شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر يُنادى فيه" يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر" فيه تفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، ولله فيه عتقاء من النار كل ليلة, ولهذا جعله الله ركناً من أركان الإسلام الخمسة وهو فرض واجب على كل مستطيع، ومن أفطر فيه عامدا من غير عذر فقد عرض نفسه لسخط الله وعقابه.
محمد سيف عبدالله
استقبال رمضان 1368