نحتار ماذا نكتب عنك يا وطني وتصاب لغتنا بالخرس حينما تريد أن تتحدث عنك.. فكل شيء فيك يا وطني نقي كل شيء فيك (وطن) كبير يؤم كل الحائرين الباحثين عن نقطة عشق في بقعة صارت يباب لكنهم وجدوا عشقك محفورا على تراتيل قلوبهم.. كل شيء فيك يا وطني غير كل الأوطان التي ألِفنا فيها جمالها المصطنع وسحرها الزائف وجاذبيتها المموهة بينما أنت يا وطني ما زلت بكرا أشفا كقطرة مطر وكنقطة بحر رغم الضباب, ما زالت ورداتك بيضاء ندية كنسمة غسق وما زالت فراشاتك زاهية تسر الناظرين رغم الشحوب,, مازال صباحك عبقا يتهادى مزهوا بلون ورداته الزهرية ويصحو داخلنا ملامح حب عظيم رغم رياح الأحقاد,, مازالت شمسك عذرى خجولة تحاكي النهار بصوت سنونوة غيدا ساحرة وترسم على جبين الجبال قبلات سحر ندي مخضب بالخصب والنظارة رغم كل المقبحات التي تحاول تشويه طهرك.
كم هو بائس من لا وطن له ومن ليس له تراب مقدس ينغرس فيه ويضمخ أخمص روحه بترنيمة وجد تجعله يزهر ويورق كربيع يمسح شحوب البائسين.
بهي أنت يا وطني كنجم متعالٍ في أفق السماء وجميل أنت لولا سحابات سوداء تحاول حجب ضياءك وتغتال كل العفة فيك وتحيلنا لرماد لكنها حتما ستنجلي ذات يوم..
كل شيء فيك يبدو للوهلة الأولى مألوف غير أن الغوص والتماهي في تفاصيلك تظهر كم أنت فتان كجنة الله في الأرض.
ولأنك فينا نبض وريد نريد أن نسلك فيك طريقا آخر غي الصراع لتحقيق غاياتنا,, نحتاج أن نتجاوز لغة الأحقاد إلى لغة تلغي الكراهية من نفوسنا, نحتاج أن نعطي لأنفسنا فرصة كي نستجم ونسترجع أنفسنا ونعطي العقل فرصة كي يهدأ بعيدا عن ضجيج اللا رؤية والبصيرة العمياء نحتاج لرؤى إيجابية تخلصنا من الانحياز لمبدأ الأنا السائد اليوم, نحتاج أن نكمل بعضنا كي نتكامل, نحتاج أن نهش موروث إقصاء الغير ونسف وفك غزل ما يقوله ويفعله نحتاج أن نحبك جميعا كما ينبغي وان يكون لعشقنا لك أبجديات أخرى غير الكراهية والأحقاد والأنانية والاستغلال والظلم والخوف والترقب وانتظار الأسوأ.
سمية الفقيه
وطني.. نقي كقطرة مطر 1637