;
علي الربيعي
علي الربيعي

هدية السي سي وتهنئته برمضان (مذبحة الفجر) 1451

2013-07-10 06:10:39


في عالم الخيانة والعمالة يمارس الجبناء أعمالاً لا تخطر على بال, ويرتكب المجرمون جرائم لا يتصورها العقل.. وفي عالم الأعراب الأشد كفراً ونفاقاً لا تحترم إنسانية الإنسان وهي مقدسة ولا تحترم إنسانيته في لحظات مقدسة, وهي لحظات اتصال الإنسان بخالقه.. ترى هل هنالك جرم أكثر من أن يقتل الإنسان المسلم في بلاد عربية وإسلامية وهو يؤدي الصلاة؟, وهل هنالك جريمة يستحق مرتكبوها العقاب أكثر من هذه الجريمة؟, وهل هنالك إرهاب يمكن أن يتصوره الإنسان أكثر من هذا الإرهاب؟.. أفتونا يا بلاطجة العلمانية.. أفتونا يا دعاة حقوق الإنسان وعرفونا ما هي الإنسانية التي تنادون بها والحرية التي تنشدونها وهل هذه المذابح جزء من إنسانيتكم وحرياتكم التي تعدون الشعوب بمنحها؟!.
الأكيد أننا سنسمع الكثير من التلفيقات والأعذار والحجج الواهية وقد قالوها عالم عساكر أو مليشيات السي سي أن المصلين كانوا أثناء أداء الصلاة يزحفون لاقتحام مقر الحرس الجمهوري, حيث أن ركوعهم وسجودهم في الميدان وتأديتهم الصلاة كان نوعاً من الهجوم, على اعتبار أنهم يؤدون نوعاً من الشعائر التي تخالف عقائدهم وتدخل في خانة الإرهاب عندهم.. تلك هي التهمة عبر تاريخ الصراع بين الإسلاميين ومخالفيهم, فكلما أديت الصلاة وداومت على أدائها فأنت بميزانهم إرهابي يستحق الإعدام وهذا لسان الحال.. مجزرة ترتكب في حق بشر يعتصمون مطالبين بحق مشروع ولا يحتمل الآخرون رؤيتهم وهم يؤدون عبادتهم, فيفتحون النار ويشقون هدوء السحر قاطعين أصوات المبتهلين إلى ربهم والمسبحين بقدسه بأصوات القنابل والرشاشات الآلية ومصوبين القناصات على الجباه التي تسجد لخالقها وعلى القلوب التي يسكن فيها حب الله والأوطان..
كانت هذه هدية السي سي وزعماء الانقلاب العسكري العلماني للشعب المصري والأمة العربية والإسلامية بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك, موجهين تهنئة ممهورة بعشرات القتلى ومئات الجرحى ومخضبة بدمائهم الزكية الطاهرة.. هذا هو النموذج الذي يطالب به البرادعي وصباحي وموسى ومن على شاكلتهم وهذا هو الخطاب الذي يتشدقون به والحرية التي يؤمنون بها يترجمها زبانية السي سي ببيانهم العملي, مقدمين خطاب الرصاص مقابل خطاب الكلام وأفواه البنادق مقابل أفواه الإنسان وقنابل الغاز والرصاص والقناصة مقابل الصلاة والركوع والسجود.. أصبحنا نعيش في عالم أغرب من الخيال تقلب فيه الحقائق رأساً على عقب ويتحول الجزار والسفاح والقاتل والظالم إلى حامل غصن للزيتون أو داعية سلام عالم يمتدح فيه الجلاد وتشتم الضحية ويناصر الظالم ويحارب المظلوم وتفتقد فيه الكلمة الصادقة أو قول الحق والحقيقة.. سنظل نكتب ونقول الحقيقة أينما كانت ونناصرها بما نستطيع ولن نتوقف عن ذلك مهما كانت الظروف والأسباب..
هؤلاء الذي يستبيحون دماء أبناء أوطانهم تحت أي مبررات لا يستحقون إلا لعنة الله والملائكة والناس أجمعين, وسيلعنهم التاريخ حاضراً ومستقبلاً, وإن صفق لهم المنافقون وحثالة البشر والمرتزقة الذين يبيعون مبادئهم وضمائرهم بدراهم معدودة وأموال مدنسة وقذرة.. لا يمكن أن تذهب دماء الأبرياء والضحايا هدراً, بل ستكون عليهم لعنة وناراً تحرقهم في الدنيا قبل الآخرة.. فتباً لهم ولكراسيهم ومناصبهم وتباً لمن يناصرهم أو يقف معهم ومصيرهم الترحيل إلى مزبلة التاريخ وأسوأ صفحاته وأسودها.. وشهر مبارك على الأمه ولعنة على ظالميها وسارقيها وسافكي دماء أبناءها.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد