;
محمد الحميري
محمد الحميري

الصراع بين إرادة الشعوب وارادة المال 1486

2013-07-09 18:35:55


أحد الأخوة من الشباب المستقل أثناء النقاش حول ما يجري في مصر مع مجموعة من الزملاء وأثناء احتدام الحديث وتباين الآراء بين مؤيد ومعارض لإجراءات الجيش، فالبعض كان يسميه ثورة، والبعض الآخر يسميه انقلاباً، وكان هذا الشاب ساكتاً ويستمع لكل الأطراف دون ان يشارك في الحوار، وفجأة قال عندي كلمة واحدة ممكن تسمعوا لها فصمت الجميع منصتين باهتمام لما سيقوله خاصة انه كان صامتاً طول الوقت فقال:
يكفي الرئيس مرسي شرفاً انه عندما اعلن فوزه في الانتخابات احتفل أبناء فلسطين بهذا الفوز، وعندما اعلن عزله من قبل الجيش احتفل أبناء إسرائيل بهذه المناسبة، فوجم الجميع بعد كلام هذا الشاب وتبادلوا نظرات الاستغراب!..
أقول لكل الزملاء المؤيد والمعارض لمرسي نحن لا ندافع عن شخص مرسي أو حزبه، ولكن ندافع عن مبدأ، والجميع الآن أمام مفترق طريقين لا ثالث لهما، إما أن ترسي الشعوب العربية مبدأ الديمقراطية والطريق إلى الحكم يكون عبر الانتخابات الحرة الشريفة والشفافة، وإما أن تعود الى الوراء وتتحكم بها إرادة المال التي تشتري الأنفس الضعيفة،، وتعود الدكتاتوريات كما كانت، بل وربما أسوأ، وبذلك تكون قد فرطت بدماء الشهداء وبكل التضحيات الجسام.
لندع الحب والكره جانباً، ونختار طريق العقل والمنطق بما يخدم الحاضر والمستقبل لهذه الامة التي غُلبت على امرها فترة طويلة من الزمن، ولا زالت ترزح تحت كافة انواع الظلم والقهر والحرمان والعبث بثرواتها، وقد شكلت لها ثورات الربيع العربي أملاً وطموحاً للتخلص من كل ذلك، وهناك من يريد وأد هذه الثورات في مهدها..
فهل هذه الشعوب قد صحت واصبحت أهلاً لاستعادة إرادتها، أم ان هذه الثورات كانت عبارة عن حلم مرعب وكابوس مخيف على الحكام الفاسدين سرعان ما ينقشع؟
الاجابة على هذه التساؤلات سيرد عليها الواقع من خلال مواقف هذه الشعوب مما يجري على الساحة!
ورغم كل الاحباطات والتصرفات الخاطئة من قبل البعض دون إدراك منهم لخطورة ما يفعلونه، إلا أني على ثقة تامة أن أحرار الأمة العربية بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم سيختارون طريق الحرية والانحياز لإرادتهم التي لا تخضع إلا لله ولسان حالهم يردد ما قاله أبو الأحرار الشهيد/محمد محمود الزبيري في أبياته الشعرية التالية:
خرجنا من السجن شمّ الأنوف
كما تخرج الأسد من غابهـا
نمر على شفرات السيوف
ونأتي المنية من بابها
ونـأبى الحياة إذا دنست
بعسف الطغاة وإرهابها
ونحتقر الحادثات الكبار
اذا اعترضتنا بأتعابها
ونعلم أن القضاء واقع
وأن الأمور بأسبابها
ستعلم أمتنا أننا
ركبنا الخطوب حناناً بها
فإن نحن فزنا فيا طالما
تذل الصعاب لطلابها
وإن نلق حتفاً فيا حبـذا
المنايا تجيء لخطابها
أنفنا الاقامة في أمةٍ
تداس بأقدام أربابها
وسرنا لنفلت من خزيها
كراماً، ونخلص من عابها
وكم حية تنطوي حولنا
فننسلّ من بين أنيابها
وبهذه الإرادة الصلبة التي ستخرج بها هذه الشعوب والتي لن تقف أمامها أي عوائق ولن يتسلط عليها بعد ذلك أي متسلط، بل إنها بهذه العزيمة ستقتلع الطغاة والطغيان إلى غير رجعة، ولن تهزمها أموال الدنيا كلها، وستحقق مرادها وتستعيد كرامتها وستلحق بركب الشعوب الحرة.
فلنتطلع جميعاً إلى الغد المشرق، وإن غداً لناظره قريب.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد