هي لعنة تنتاب مِصر كالمس الشيطاني يعاودهم كلما انجر فريق منهم للجري وراء مصالح شخصية ضيقة.. وباستقراء تاريخ مصر بعد انتهاء فرعون الإله بأن أغرقه الله ومن معه من يومها إلى اليوم وحال الشعب المصري مع لعنة الفرعون صرعة بصرعة, تارة يصحو من لعنة الفرعون فيكون الشعب الرائد والقائد الأنموذج..
فعندما يخلص المصريون لوطنهم ودينهم وأمتهم يكونون الشعب الأفضل والأقوى الذي لا يمكن هزيمته وتتحطم أمامه كل المكايدات ويتراجع عن مجاراته كُل الأعداء, والتاريخ الإسلامي مليء بالشواهد الدالة على ذلك, وبعدها التاريخ الحديث بدءاً من عِزة مِصر وقوتها وريادتها في ثورة1952م مروراً بعهد عبد الناصر, ثم عاودت لعنة الفِرعون منذ بدء حكم مبارك لتمكث جاثمة على الشعب المصري قرابة 4عقود من الزمن.. وما إن قرأ المصريون تعويذتهم من لعنة الفرعون في25/1/2011م حتى زالت تلك اللعنة, وما إن زالت لعنة الفرعون مطلع2011م حتى عاد سحرة فرعون ينسجون العزائم ويؤلفون التمائم بالتعاون مع مردة بعض دول الجزيرة وتمائم اللوبي اليهودي ليهولوا للشعب المصري ما ليس في واقعه وما ليس في حاكمه الخالي من المس ويشبهون له ما ليس فيه..
ألم يدرك المصريون من خلال تاريخهم أن السحرة يحيطون بهم ويحاولون تضليلهم من كل جانب على أن يؤلهوا ويوحدوا حاكماً مستبداً, ويخلعوا من يريد صلاحهم وخيرهم؟.. لعنة الفرعون في هذه المرة نوبة سريعة أرادت استبدال فرعون الجيش بفرعون مبارك, متجاوزة بغشاوة المال والظلال ولعنة الفرعون أفضل عام في سيادة فعلية وطنية لمِصر وأهلها.. فأين مثقفو مصر وأكاديميوها؟, وأين ادعائهم وتشدقهم بأنهم الأكثر وعياً وعِلماً وحضارة وهم يرون الجيش يسلبهم أفضل إنجاز واستحقاق ديمقراطي بحُجة ما صنعه قادة أحزاب معروفون بعمالتهم إما للغرب أو لدولة الركود والجمود في جزيرة العرب, باعوا العراق وعدداً من الدول العربية وتاجروا بقضية فلسطين؟.. ألم يفهم المصريون ذلك أم أنها لعنة الفِرعون؟.. وإن ما حدث في مصر هي تجارة مفضوحة عرفها العالم, فهل يغفلها المصريون أم أنها لعنة الفِرعون؟.
ماجد البكالي
لعنة الفرعون! 1426