;
فواز العبدلي
فواز العبدلي

شرعنة الفوضى فيروس يصيب الربيع العربي 1586

2013-07-09 18:17:13


ما هو رائع أن شعوبنا العربية باتت اليوم تعيش إجماعاً إنسانياً وفلسفة ناضجة كونها ادركت حقيقة واقعها المعاش بعد أن خلعت عن جسدها ثياب الاستبداد المزمن وبدأت للتو السعي نحو غايتها ومستقبلها المأمول.
ما حدث في مصر لا يبدو انه عمل عفوي بل نستطيع الجزم بانه عمل مبيت تم التحضير له مسبقا, لم يكن المستهدف فيه الدكتور محمد مرسي بدرجة أساسية أو جماعة الإخوان المسلمين كما يعتقد البعض بقدر ما هو استهداف للامة العربية والإسلامية على حد سواء.
على كل حال لم يعد الشعب العربي ذلك الشعب الذي عرفنها في الماضي ولا يمكن له أن يقبل العودة إلى ما قبل ثورة الربيع مطلقاً مهما كلفه الثمن واكبر دليل على ذلك ما يحدث في سوريا اليوم رغم التدخلات الخارجية والمؤامرات الدولية إلا أن الإرادة الشعبية هي من ستنتصر في نهاية المطاف ولهذا أؤكد أن مشروع الربيع العربي مشروع جبار لا يمكن لأي قوة في العالم إحباطه مهما كانت جاهزيتها وما يحدث اليوم لبعض الثورات هو في الواقع مخاض حقيقي يمهد لثورة قادمة خالية من العملاء والمرجفين وكفيلة باجتثاث كل المفسدين والمروجين للأفكار المستوردة ومسوقين الفوضى أولئك الذين لا يمتلكون إلا مشروع واحد هو مشروع الانتهازية يعلقون عليه كل أحلامهم الهابطة خفافيش الظلام وعباد الدينار والدرهم فاقدين الضمير من يمدون أيادي العون لأعداء الإسلام والمسلمين
لعلنا تابعنا ما حدث في مصر عن كثب بعد أن اتضحت الصورة تماما وادرك الجميع أن ما حصل كان ليس اقل من مجرد خيانة عظمى للثورة ولدماء الشهداء الأبرار وبالتالي فالسكوت على مثل هذه الأعمال الانقلابية يعد سقوطاً أخلاقياً قبل أن نعتبره سقوطاً ديمقراطياً واعتداءً مباشراً على كل الثوابت الوطنية والسياسية والاجتماعية والإنسانية, ناهيك عن شرعنة الفوضى منعدمة المرجعية وفاقدة الشرعية والتي غالباً ما تجر الشعوب للحرب والاقتتال
أما بالنسبة لمن يبررون هذا الفعل الجبان ومن يتشفون به نكاية بالإخوان المسلمون لاشك انهم لا يقفون في المكان الصحيح وما يقومون به هو عملا غير صالح لكنهم لا يشعرون .
عموما من الطبيعي جدا أن تكبح أي ثورة سواء في أيامها الأولى أو في أي زمن كان من عمرها, وهذا احتمال وارد يجب أن يؤخذ بعيين الاعتبار ولكن ما هو مهم هو أن يظل الفكر الثوري حيا والإرادة الثورية ثابتة كما هي على ارض الواقع وعلى هذا الأساس نستطيع القول انه من الممكن كبح ومحاصرة أي ثورة لكن من المستحيل إجهاضها
الجدير بالذكر هنا على الشعوب العربية التي شهدت ربيعا عربيا وحققت مكاسب ملموسة على ارض الواقع توخي الحذر ووضع آلية ناجحة لمحاصرة فيروس الفوضى المسبب لحمى الثورات المرتدة, فما أصاب ثورة مصر ربما قد يصيب بقية الثورات العربية, عادة ما تكون الأنظمة الجديدة التي أنتجتها الثورات حديثة التجربة وضعيفة الخبرة في التعاطي مع مجمل الأحداث والمتغيرات القائمة وبالتالي لاشك أنها تكون مربكة حتى على مستوى تحركاتها السياسية في نطاقها العام غالبا ما يوصف بالمحدودية وهذه الظاهرة طبيعية قد تحدث لأي نظام كان حديث المنشأ في الوقت الذي عادةً ما تصاب كثير من الثورات في هذه المرحلة بالانتكاسات يكون سببها الرئيسي أحياناً هم الثوار انفسهم أو من يسمون انفسهم ثوارا بارتكاب حماقات لا تقل خطرا عن خرق سفينة تقيل وطن برمته مما يجعل الثورة محاصرة بين فكي كماشة الفوضى المصطنعة التي دائما يعمل على إنتاجها فلول النظام من جهة ومن يسمون انفسهم ثوار من جهة أخرى في حالة عدم قدرتهم على تصدر المشهد ولهذا يعتقدون أن كل ما يدور حولهم خطا ينبغي تصحيحه وما يقومون به يعتبر امتداد للثورة دون علماً أن من يحرك هذه الأحداث هي جماعات مغرضة وان من يقف اليوم إلى جانبهم كانوا بالأمس من يوجهون الرصاص إلى صدورهم لكنهم يتجاهلون هذا الواقع, الم يكن ارتكاب لمثل هذه الأفعال المشينة غباء معقد قد سيطر بالفعل على عقول هؤلاء الجهلة وجعلهم يرتمون في أحضان الفلول ليست هذه من المفارقات العجيبة حينما يدعي هؤلاء المتربصون بالثورة أنهم ثوار وهم لا يمتون للثورة بصلة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد