أبين النضال والصمود في مثل هذه الأيام من العام الماضي تخلصت من الإرهابيين بالانتصار الذي حققته قواتنا المسلحة واللجان الشعبية الذين خاضوا معركة السيوف الذهبية التي قادها المناضل الجسور والقائد العسكري الفذ الشهيد اللواء الركن/ سالم علي قطن, قائد المنطقة الجنوبية, مبرهناً في هذه المعركة الذي حسمها في وقت قياسي بعد أن ظلت العناصر الإرهابية تعيث في هذه المحافظة فساداً لسنوات..
تخلصت أبين من آفة الإرهاب والإرهابيين, لكنها بقيت مثخنة بجراح الدمار والخراب الذي طال كل شيء تقريبا فيها، المساكن والمنشئات العامة والخاصة الخدمية والعمومية ليعاني الغالبية من أبناء هذه المحافظة ويلات النزوح واحتياج الدولة إلى وقت وجهود لمداواة تلك الجراح وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل أن تدخلها تلك العناصر الشيطانية وكان قرار تأسيس صندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة بأبين ليبدأ بحصر حجم الإضرار وإحصاء المتضررين جراء الدمار الذي خلفته وتسببت به تلك العناصر الإرهابية وها هي أبين هذه الأيام تنفض الغبار وتغادر أيامها قائمة السواد ببدء صرف صندوق إعادة إعمار أبين هذا الأسبوع القسط الأول من التعويضات والذي يبلغ 40% من مبالغ التعويضات المستحقة لدفعة جديدة من المتضررين في قطاع الإسكان والذي يبرهن صرفها صدق وعود قيادة الصندوق الذي تعهد بتنفيذها المهندس/ ناصر اليافعي, المدير التنفيذي للصندوق, وصرفها للمتضررين مع حلول شهر رمضان، وليؤكد وفائه لأبناء محافظة أبين وإصراره على تقديم مسالة معالجة معاناة المواطن على ظرف المرض والحالة الصحية التي يمر بها وتأجيل سفره للعلاج، ليضيف بذلك الموقف الإنساني رصيداً جديداً من وفاءه لأبناء جلدته كما عرفوه في الأوقات السابقة لإنجاز عدد من المشاريع التي لا تزال بصماته شاهدة على وفاءه كمشروع ساحة الشهداء في مطلع الثمانينات القرن الماضي، واليوم من جديد بدأت تنتعش الحياة فيها وتدب الحركة في مدنها وقراها وتدور العجلة وتنطلق عملية أعمار البيوت والمساكن والمنشئات المدمرة ليستأنف الناس إعمالهم وأنشطتهم الخاصة والعامة لتشهد أحوالهم الاقتصادية والمعيشية تغيرات ملموسة وتستعيد الأسواق والحركة التجارية ازدهارها, لاسيما وأن التعويضات جاءت لتعزز الشعور بالطمأنينة والأمان والتفاؤل بالغد الأفضل في ظل بشائر الخير التي تحملها مسارات بناء اليمن الجديد.
إن صرف هذه التعويضات على أبواب الشهر الكريم رمضان الفضيل ليجعلها تحمل معان ودلالات ترتبط بهذه المناسبة الدينية العظيمة والمباركة مولدا ذلك إحساس عميق بان الخير هل مع استعداد استقبال هلال رمضان شهر الرحمة والتوبة والغفران وهذا ما يجعل صرف هذه التعويضات مع تزامن قدوم شهر الصيام ليبعث في النفوس السعادة وتعود الابتسامة إلى ثغور الصغار والكبار لأبناء هذه المحافظة التي نكبت بآفة الإرهاب ودفعت المحافظة أثمانا ناهضة من أرواح ودماء وممتلكات مواطنيها المناضلين الصابرين على ما حل بهم بسبب عناصر الإرهاب.
وهنا نقول إن هذه المحافظة الباسلة بما قدمته وتقدمه من تضحيات جسام من أجل اليمن وأمنه واستقراره, بل ومن اجل الأمن الإقليمي والدولي جديرة بهذا الاهتمام والرعاية, ليس فقط بإعادة إعمارها وتنميتها وإعادة بناء القدرات البشرية فيها ليستعيد المجتمع العائد من النزوح اندماجه مع الوضع الجديد وممارسة أنشطته السابقة من خلال هذه التعويضات والبرامج والمشاريع المرتقب تنفيذها من قبل صندوق إعادة أعمار المناطق المتضررة بأبين, بل وفي إعطائها اهتماماً اكبر وإزالة بعض التحديات والمعوقات التي تفرزها الأوضاع الجديدة مثل كبروز مشكلة زيادة أسعار مواد البناء التي يؤخذ التنبه لها أو التوقع لها واحتسابها في القيمة المحددة لمعالجة الضرر عند بدء العمل لحصر الدمار والإضرار وتحديد مبالغ إعادة أعمار المساكن المتضررة وكذا الاهتمام في مختلف مجالات التنمية عبر مشاريع تؤدي إلى تغيير البيئة لتجعلها طاردة لظاهرة الإرهاب من خلال سياسة جادة لمكافحة البطالة والفقر فيها, لان ذلك وحده سيسهم في تخفيف منابع هذه الظاهرة التي أوقعت اليمن والعالم قاطبة وفي هذا المنحى يمكن القول إن صرف صندوق أعمار أبين للتعويضات بداية الغيث الذي قطراته ستتحول إلى سيول تعيد إلى أبين الخير اخضرارها لتتم عطاءاته نماء وتطوراً وازدهاراً.
مدين مقباس
التعويضات تعيد لأبين عافيتها 1360