سؤال وجهه أحد الأشخاص للآخر الذي كان معه في نقاش حاد عن الوضع المضطرب في مصر الذي أحدثه قرار السي سي, وكان رد الآخر عجيباً حين قال: أنا أكره السي سي, لأن نصف اسمه يحمل بداية اسم المخابرات المركزية الأمريكية التي لا يطيق اسمها احد ولا يحبها أي إنسان في الكون, فهل سمعت أحد يحب السي آي إيه؟.. والاسم يا صديقي كان له نصيب من مسماه, فما صنعه السي سي في مصر هو عمل بمستوى خسة ودناءة عمل جهاز مخابرات السي آي إيه.. وأنا طول حياتي أكره السي سي, لأني أكره الحقن التي يتم تحديد حجمها بالسي سي, وذات مرة أصبت بالتهاب اللوزتين وكان الطبيب المعالج روسياً, لاحظ أيضاً سي فصرف لي مجموعة من إبر المضاد الحيوي ونتيجة لثقل الدواء اضطررت أخذ حقن بحجم عشرة سي سي, فكنت أعاني من منظر الإبر وألم ضربها أكثر من وجع الحمى وألم المفاصل, مما جعلني أكره كل شيء فيه كلمة سي سي, ولست وحدي من يكره الاسم, فالأكيد أن الغالبية العظمي من أبناء الشعب المصري يكرهون السي سي أكثر من كرهي لمتعلقات السي سي.. والسي سي يا صديقي هو اسم يطلقه أصحاب الخليج وجيراننا في السعودية على وجه الخصوص على صغير البغل الذي لم يبلغ الحلم في عالم البغال, أي البغل القاصر بمقياس الولد القاصر في عالمنا الذي هو عالم الإنسان الذي خاض في حقوقه وواجباته وأدائه مختصو علم أصول الفقه بين هل هو مكلف أو عدم مكلف ومدى أهليته وماذا له وماذا عليه من الحقوق والواجبات.. والسي سي يا صديقي الذي هو صغير البغل عبارة عن هجين بين تزاوج غريب بين ذكر الحمار وأنثى الخيل التي هي الفرس, فتنتج هذا المنتج الغريب البغيل الصغير الذي اسمه السي سي..
وليست المشكلة هنا.. المشكلة الاسم في مصر, فالسي سي أحدث ضجة وصنع شرخاً وسط المجتمع وانقلاباً على الدولة والشرعية لحظة انحيازه لأصوات بعض الشارع ووقوفه ضد الشارع الآخر وضد الشرعية.. ونحن في عالمنا العربي نصف كل من يتصرف تصرفاً غريباً أو سلوكاً غير سوي أو عندما يتصرف بغباء وبلاده نصفه بالبغل.. وهنا تتحقق المقولة مرة أخرى" لكل إنسان من اسمه نصيب".
يبدو أن السي سي على هذا لم يسمع لأصوات العقل والمنطق والحجة والبرهان والحقيقة واستمع لأصوات النشاز التي تشبه أصوات الحمير, ربما تعصباً لجنس السي سي.. ولو كان سعد الصغير الفنان الشعبي المصري يعلم قليلاً من الغيب ما كان سجل أغنية "أحبك يا حمار", أو كان أجلها أو ألغاها واستبدلها الآن بأغنية (أحبك ياسي سي) وكانت ستطرب من يتواجدون في ميدان التحرير أشد الطرب, خصوصاً أن معظمهم من محبي ومشجعي الرقص والراقصات وسيتمايل الجميع طرباً وهو يردد (أحبك ياسي سي), ويهز سعد الوسط منافساً الجميع الذين سيهزون أوساطهم بلا توقف, منشدين (أحبك ياسي سي), أما أنا فلا أحبه والذين يحبونه هم الذين استعجلوا في تهنئة السي سي, فرحين بالانتصار, فلا نملك إلا أن نقول لهم "إن البغال على أشكالها تقع".