بعد الانقلاب الشيوعي بقيادة محمد نور تراقي والذي أسقط نظام الرئيس محمد داوود عام 1978 م قفزت أفغانستان إلى واجهة الاهتمام إعلاميا وسياسيا؛ فقد شعر الأميركيون بالرعب, لأن الروس قد تمددوا تجاه أفغانستان من خلال الانقلاب الشيوعي وكذلك لأن الثورة في إيران كانت في تصاعد مستمر وكان حزب توده الشيوعي الإيراني يتهيأ لقطف ثمرتها؛ وكان هذا يعني ببساطة وصول الروس إلى البترول والمياه الدافئة بضربة واحدة!!..
فقام الأمريكان بالتحرك على صعيدين؛ إذ أنهم دعموا التطرف الديني الشيعي بزعامة الدجال خميني وإن تواروا وكلفوه برفع راية معاداتهم وذلك إرضاء للشعب الإيراني الذي كره الأمريكان بسبب ارتباط الشاه الطاغية بهم؛ فأوعزوا للجيش الإيراني والذي كان كبار قادته يرتبطون بالبيت الأبيض أكثر من ارتباطهم بالشاه؛ أوعزوا لذلك الجيش بأن يدعم ثورة الخميني ويقمع بعد وثوبه إلى السلطة كل مناوئيها وخاصة حزب توده الشيوعي؛ وهذا ما حدث بالفعل!.
أما على الصعيد الثاني فقد كان من خلال اختراق المنظومة الشيوعية التي تكونت في أفغانستان المسلمة السنية؛ فقاموا بدعم رئيس الوزراء حفيظ الله أمين في انقلابه على رئيسه محمد نور تراقي يوم السادس والعشرين من ديسمبر عام 1979 م؛ لكن ما هي إلى 24 ساعة حتى اجتاح الروس أفغانستان ليطيحوا بالقوة بنظام حفيظ الله أمين وينصبوا ذنبا لهم هو بابراك كارمال تحت مظلة الجيش الروسي والذي عزز وجوده في أفغانستان!!.
خلاصة الكلام نصل إلى نتيجة أن أميركا خوفاُ من وصول السوفيت إلى المياه الدافئة بسبب انقلاب شيوعي تم في أفغانستان وصعود تيار توده الشيوعي في إيران, فاختارت أميركا الخميني كأداة لوقف المد الشيوعي في إيران وتم نقل الخميني بطائرة فرنسية من باريس واستخدم الجيش الإيراني للقضاء على حزب توده الذي هو المحرك الرئيسي للثورة ضد الشاه واستخدم الخميني ستار معاداة أميركا لإسقاط نظام الشاه, لكن الحقيقة أن الهدف كان هو القضاء على حزب توده الشيوعي القوة الفاعلة في المجتمع الإيراني وهذا هدف أميركي مهم نفذه الخميني والقضاء على أداة السوفيت في إيران, وها هو نفس السيناريو يتكرر في أرض مصر وبنفس الطريقة, بل بشكل غير قانوي بعيداً كل البعد عن الأخلاق والقيم والمبادئ التي تربى عليها الجيش المصري, مع أن المؤامرة هذه المرة وللأسف تدار من أروقة الديوان الملكي السعودي ومن مقر شرطة دبي ومن أمثالهم وإلى جانب ما تمليه عليهم الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني وكأن هؤلاء العربان الذين يناصبون الأمة العداء عبارة عن مندوبين لحراسة المصالح الغربية في الشرق الأوسط ومصالحهم الشخصية والأنانية الضيقة التي لا تفيد إلا أعداء الأمه في استغلال البعض منها لتفريق الصف الإسلامي بهم وللجارة العربية السعودية أن تتعلم في سياستها ممن جيرانها الفرس ولا تكن جيفة سوداء وهي أطهر أرض من قبل ومن بعد, وإذا كانوا حقاً يغارون فعليهم أن يتجهوا لسوريا, فهناك مربط الفرس وذلك الميدان أمامهم بأموالهم وثرواتهم وأميركيتهم ليقفوا وينصروا ذلك الشعب المظلوم ويقفوا في وجه التوغل لحزب الله في المدن السورية السنية تحديدا وعليهم أن يمسحوا العار عن انفسهم والانتقام ممن اطلق عليهم عبارات التهديد والوعيد ولكي يكونوا وجهه للأمة, بدلاً من خذلانها والتآمر على سفك دماء أبنائها الطاهرة الزكية وعليهم أنصاف الرجال أن يحترموا إرادة الشعوب وتوطين أموالهم فيما ينفع الأمة ويصلح أمر دينها, فالأمة تمر بمنعطف خطير يحتم على دول الخليج أن تغير من نهج سياساتها التي تضر ولا تسر, تفسد ولا تصلح, بل ويستعيدوا الجزر الثلاث التي بسطت عليها ايران رغما عن أنوفهم ولا يظن الخليج المتكبر بأمواله وقلة رجاله انه سيكون بمنأى عن ثورة عارمه قادمه يكون القادة فيها هم الإخوان المسلمين, لأن لك الأرض بخيراتها وثرواتها لا يجب أن يحكمها سوى أمثال الإخوان المسلمين الذين يجيدون التصرف بثروات الخليج وقد عجز عن ذلك من هم اليوم في قمم الممالك, بل قد تحول دور الخليج إلى دور سلبي وبخاصة بعد الربيع العربي وها هو وزير الدفاع المصري الخائن بدى وكأنه يحب مصر وشعبها خلاف ما جرى والعاقل منا يفهم ذلك تماماً, سيما عندما أخضع شيخ الأزهر الأزهر وحزب النور وبابا الإسكندرية على أن يكونوا على متن سفينة الخيانة التي ارتكبها السيسي بغلاف التوافق, ويحسبون أنهم قد نجوا, وهو الأمر المخالف لما حدث على الأرض, ولكن ما حدث إنما هو مصداقاً لقول الله:( ليميز الله الخبيث من الطيب).. والسلام.
عمر أحمد عبدالله
ليترجل أنصاف الرجال في سوريا 1391