عادت حليمة لعادتها القديمة يوم 3/7/2013 يوم أسود في تاريخ أمتنا العربية وفي تاريخ مصر الثورة...
تستغرب وأنت تشاهد الجمهور العريض أو القطيع الكبير من السوائم تحتفل في ميدان التحرير الذي لم يعد ميدان التحرير وإنما ميدان العبودية والقهر والطغيان والدكتاتورية...
غريبٌ وعجيب أن ترى شعباً أو جزءاً من شعب يحتفل بعودة الدكتاتورية العسكرية للحكم وعودة القمع للحرية وفتح أبواب السجون وعودة المطاردة السياسية لأصحاب الرأي والتجسس على حياة الناس في نواديهم وبيوتهم وجامعاتهم ومساجدهم وأعمالهم...
لا تدري بماذا يحتفل هؤلاء ولماذا يملئون السماء بالمفرقعات لكن, يبدو أنه شوق العبيد للعصى عندما لم يجدوا أن الحرية ليس لها معنى في حياتهم بعد إدمانهم على حياة الكبت والقمع والصفع والركل البوليسي على طريقة ما حصل لخالد سعيد في الإسكندرية...
إنها المأساة والطامة في التحول من الاحسن إلى الأسوأ ومن الجيد إلى الرديء ومن الحرية إلى الدكتاتورية...
يخطئ من يظن أن قرار" السي سي" كان صائباً أو ملازماً الحقيقة والصواب..
إنه القرار الكارثة الذي قضى على أول نظام ديمقراطي وحكومة مدنية ورئيس مدني سواءً اختلف الناس معه أو اتفقوا فإنه أي النظام المنقلب عليه كان الأفضل بكل مساوئه لو كان له مساوئ وكان جدير بهؤلاء المحافظة عليه مهما اختلفوا معه كونه نظام تكون من رحم المعاناة والقهر والحكم العسكري الاستبدادي طوال عشرات السنين ... وكونه نظاماً كان يرسي ويؤسس قاعدة للحكم المدني الديمقراطي ...
كان جديراً بهم أن يؤلبوا الشارع للحفاظ على الديمقراطية الوليدة التي سمحت لهم بفتح أفواههم بعد أن كانت مكممة وممارسة نشاطهم السياسي بعد كان محظوراً وممارسة سبابهم وشتائمهم على كل الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية بعد أن كان أحدهم يتوجس خيفة أن يسر زوجته بشيء أو ينتقد النظام ...
ذبح قرار السيسي الديمقراطية ومعها الحرية التي كفلتها الدساتير والقوانين وجمد الدستور وكانت أولى منجزات القرار فتح أبواب السجون التي أغلقت منذ عام وبنى على أقفالها العنكبوت بيوته فبدأت من لحظة القرار تستضيف زنازينها دكاترة الجامعات وأساتذتها ومفكريها متحولة في عهد السي سي إلى أماكن استضافة لأصاحب الفكر كبديل لمراكز الأبحاث والمختبرات التي يفترض أن يكونوا فيها وربما يكون هؤلاء على عهد السي سي فئران التجارب في السجون تجارب التأثير على الجسد والعقل والألم كما كانت خبرات السجون وأصحابها أيام الحكم العسكري عندما كانت تستقبل مسجونين مرسلين من أمريكا واروبا لسجون مصر كونها تميزت بفنون التعذيب ... وكان من منجزات القرار إغلاق القنوات الإعلامية في نفس لحظة تلاوة القرار المشؤوم..
هذه هي صورة من صور الديمقراطية التي يصفق لها الطابور الخامس من العلمانيين الذين صفقوا للدكتاتوريات السابقة وهم اليوم يعيدون الكرة من جديد غير عابئين بمصالح الأوطان أو حرية أو تقدم الشعوب وازدهارها, في حين أن النظام الإرهابي كما يسمونه لم يغلق قناة إعلامية أو صحيفة أو يوقف صحفي أو معارض رغم السيل الهادر من السباب والشتائم التي لم تتوقف ليلاً أو نهاراً على القنوات متناولة رئيس جمهورية منتخب وتتناول حزبه ومن يتحالف معه..
أول الغيث قطرة وأول الدبور أن تفرح بالدبور وأول الشر أن تحتفل بالشر..
علي الربيعي
ذُبحت الديمقراطية بسكين السيسي 1369