;
عبد الحافظ الصمدي
عبد الحافظ الصمدي

الزئير المرتقب!! 1827

2013-07-04 19:07:11


في ثورات الربيع العربي بدت قوى المعارضة تلهث وراء الشارع لتنال نصيبها من "الغنيمة" ومنها اليمن التي للأسف استطاعت المعارضة أن تتقاسم مع النظام السابق الغنيمة كلها؛ وبالتالي أرى أنه يجب أن تكون ثورات الربيع العربي هي المراقبة عن أداء الأنظمة العربية الجديدة؛ بحيث اذا لم تنجز هذه الأنظمة من برنامجها النسبة المرضية والمحددة لها أو القدر المطلوب خلال عام, تكون شرعيتها قد سقطت- تلقائياً- وتجري انتخابات رئاسية مبكرة، وذلك مالم يكون هناك رؤية وطنية مستقبلية لهذه الأنظمة تتطلع إليها الجماهير؛ إذ أنه في حال وجود هذه الرؤية تمنح الأنظمة المتعثرة الشرعية كفرصة أخيرة للاستمرار..
لا أعتقد أن أخطاء الرئيس محمد مرسي في مصر توازي أخطاء حكومة الوفاق والنظام اليمني حالياً.. لذا فإن أخطاء مرسي لم تكن مبرراً لثورة جديدة ولعل رضوخ المصريين -سلطة ومعارضة- للحوار الجاد والبناء من أجل مصلحة البلد أعتقد كان هو السبيل الأجدى، غير انه كلما اتسعت الهوة بين الحاكم والنخب الوطنية زاد اقتراب الأجل ودنا الوداع من الجميع لتبدو القوى المتربصة بالوطن قوية الحضور تتأهب لملء الفراغ ببدائل مفزعة، فحين يحل العناد وتلوذ بالتعنت النخب تكون قد فتحت الباب على مصراعيه للخراب وأطلقت الأفاعي في الحقول ومكابرة الساسة توقد في الأوطان الحرائق وتهدد المصير بالنعيق المرتقب.
 لقد انكشف المستور؛ أفصح الواقع بالحقيقة وبدى كل على حقيقته، تلاشى الزيف الغربي وصار الخارج أضعف من أن يكون للاستبداد أو العاجزين معيناً وظهرت الأنظمة بكرتونيتها والقوى العابثة والمتسلطة أهون من خيوط العنكبوت، فيما بدا جلياً للعالم أجمع قدرة الشعوب على التغيير وصار للثورة زئيراً ترتقبه الشعوب كلما شعرت أن التغيير المنشود لم يتحقق.
 لقد بدأ الشاب العربي يفهم قرقرة معدته ماذا تعني ويدرك كيف يتعامل مع يد تسقط على فمه لو أراد التفوه لتجبره على ابتلاع الكلمات، صار باعتقاده أن مكافحة الفساد بالتقسيط وسيلة فاشلة، يؤمن حد اليقين بالحلول طفرة واحدة بهبة غضب واحدة.. بات لا يرى للعبث مقلباً غير الرحيل, لكن لازال لسادتنا فرصة لاتقاء غضب الشارع، فما يحدث في مصر يشدهم نحو التقاط ذاتهم المبعثرة، ويدفعهم إزاء لملمة الشمل من الشتات والعمل على استيعاب شريحة الشباب بمطالبهم الملحة..
 الثورة المصرية اليوم ألهمت الشعوب الثورة، وتلقن الحاكم العربي درساً في الإصلاح، أتمنى أن يكون استوعبه جيداً، فهذا التغيير القادم من أرض الكنانة يقوي العزيمة على اجتثاث الفساد من الجذور.
ربما لكل بلد خصوصيتها والثورة ليست بغلة لا تجيد الانحناء ولا عقربة تولد مرة واحدة لتموت، فالثورة مواسم متجددة كالأمطار وهنا أجزم قطعاً أن شباب الثورة باليمن كانوا على وشك النجاح وتحقيق مطالب اليمنيين حتى جاءنا صالح ورفاقه في المشترك على ظهر دابة من وراء الحدود, فألقوا على الشارع بداهية التسوية ليربكوا الثورة ومازالت تستعيد السيطرة على التوازن حتى اليوم وتنتظر لحظة الخروج من دوامة الارباك، فيما النخب السياسية التي لعقت نزيفنا المقدس وحصنت جرائمها وانفردت بالسلطة والثروة لتغالطنا بالحوار وهي تحرك لنا ماءً في القِدر تحاول أن تنسج لنا ذات النظام القديم وتعيد لنا الفشل بثوب جديد تحت يافطة التغيير زيفاً..
في اليمن؛ مشكلتنا ليست مع التعددية السياسية ولا مع حكومة وحدة وطنية ولا مع شكل النظام "برلماني أو رئاسي" ولا مع اندماجية الوحدة أو فيدرالية التوحد بقدر ما هي مع البطالة والفقر والفساد.. هذا الاخطبوط ثلاثي الأطراف غول لا يرحم.
جل ما نتوق إليه؛ نظام يحكمنا فإذا ما عجز عن إلجام تصاعد البطالة وازدياد الفقر وتفشي الفساد والسيطرة على الأوضاع وإرساء الأمن والاستقرار وبسط هيبة الدولة ونفوذها في كل منطقة من مناطق البلاد يكون هذا النظام قد فقد شرعيته ليسقط الرئيس تلقائياً ولو لم تنتهي مدة ولايته الشرعية..
نريد نظاماً في ظله لا تنهب أراضينا، نأمن على جيوبنا لدى القيام بأية معاملة في المكاتب الحكومية ولا سيما البلدية، نذهب الشرطة, فلا نجد ضابطاً ولا جندياً يختلسنا، ننام ملء أعيننا في وطن آمن ومستقر.. نريد قضاءً ليس بمقدور أحد التشكيك بنزاهته.. نظاماً يحدد جدولاً زمنياً لتوظيف الخريجين المتقدمين للخدمة المدنية وإذا ما تجاوز أحدهم الفترة المحددة لتوظيفه, يتم منحه نصف راتب حتى يتم توظيفه، مالم فإن مفهوم الثورة يعني أنثى الثور ليس إلا.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد