تناولت في مقال سابق تحت هذا العنوان موضوع الساعة وحدث اللحظة وبالمناسبة فالحدث ليس حديثاً ولا وليد اللحظة بالمعنى الصحيح, لأن الحدث قديم جديد ماضٍ وحاضر يجوز أن نقول عنه تعددت الأسباب والحقد واحدُ...
كنا نتمنى أن تحتفظ ذاكرة المثقفين العلمانيين بالتاريخ المجيد لأمتنا أو يقرأوه على مهل ويستفيدوا من تجارب الفشل والنجاح التي مضت بها الأمة والشعوب... لكن يبدو أن ذاكرة هؤلاء لا تحتفظ إلا بما هو سيء والسيء لن تكون نتائجه إلا سيئة .... كنا نتمنى ونحن في القرن الواحد والعشرين وبعد أن أذاقتنا الأنظمة الفاسدة الأمرين مستهدفةً الجميع غير مفرقة بين علماني وإسلامي أو مثقف وجاهل أن نصل إلى نتيجة وقناعة وثورة يقودها المثقفون شعارها التعايش واستيعاب الآخر وجعل الكلمة والحوار السبيل الوحيد لحل الخلافات.... ولكن للأسف نجد أن المثقفين من تيار معين لا تتعدى ثقافتهم ثقافة الببغاء الذي لا يجيد إلا ترديد الكلمات ولا يفقه معناها .
تعود المعزوفة والنغمة واللحن العفن لتردد العداء للإخوان كما عزفتها آلة الناصرية والبعثية ومن على شاكلتها سابقاً رغم موتها السريري وفشل تجربتها التي أدت إلى انتكاسة الأمة وهزيمتها وقهرها نتيجة التناقض الحضاري الصارخ بين عقيدة الأمة والأفكار الدخيلة عليها ... يعزف الكثيرون اليوم على وتر العداء للإخوان فما أشبه الليلة بالبارحة ! أما المبكي المحزن فهو أن الخطاب يتبناه من ادعوا أنهم ينتسبون للثورة أو يعتبرون أنفسهم من مناضليها والذين لم ينكر لهم الإخوان فضلهم ولم يتنكروا لهم بل كان الاخوان الداعم القوي والمنظم للثورات والدافع السند الذي أعطى الثورات الزخم بالحشود الضخمة والمنظمة التي كان للإخوان الفضل فيها حين ملأوا الميادين والساحات بجمهورهم حتى تم إسقاط الفاسدين ... تمتد أيادي أولئك الذين قالوا أنهم ضد الفساد بالأمس القريب كي تحالف أيادي الفاسدين الذين يتربصون بالثورات حالمين بالعودة إلى الحكم عن طريق شق الصف وبث الدعاية واستخدام هؤلاء أبواقاً لهم تحت مسمى فشل حكم الإخوان....ولا ندري متى حكم الإخوان أو متى سمحوا لهم بالحكم حتى يحكموا عليهم بالنجاح أو الفشل ؟
إذ لم يكد الرئيس مرسي يستلم السلطة حتى بدأت المظاهرات والاحتشادات والاعتصامات والاضرابات والتخريب الممنهج وشنت الحرب الضروس في كل المرافق والجهات لفرض سياسة الإرباك والإحباط والتهيئة لتحريض الرأي العام عن طريق افشال الإجراءات التي تتخذها الحكومة خصوصاً في الجانب الخدمي والأمني والمعيشي ....وفتحت وسائل الإعلام أبواب الجحيم على الرئيس وحكومته وجماعة الإخوان المسلمين وتسابقت الاصوات الناشزة على الفجاجة والوقاحة والبذاءة وتتهكم بعض ساقطاة الإعلام وشبيهات بائعات الهوى وتسخر وتستهزئ بشخص الرئيس دون مراعاة لمنصبه السيادي والرئاسي ولا أدنى احترام لإنسانيته كإنسان أو توقيراً لسنه أو مكانته وشهادته العلمية , ووصل الحال بالتهكم والسخرية قمة الدناءة والانحطاط السلوكي دون مراعاة لرسالة الإعلام ولا حتى للذوق العام ...كل هذا مع ما يقال عن رئيس جماعة يصفونها بالإرهاب ...بالله عليكم هل سمعتم طوال التاريخ عن تنظيم إرهابي يستطيع أحد الإشارة إلى زعيمه بالهمزه والغمز فقط ولا يعترض عليه أحد !
ولو أن التنظيم إرهابي هل كان يستطيع حثالة البشر في الإعلام الرخيص أن يقولوا ما قالوا عن الرئيس الدكتور محمد مرسي , ليس ذلك فحسب ,هل يستطيع مذيع أو إعلامي أو صحفي في دول الخليج العربي التي تدعم البلاطجة والسفهاء ضد الإخوان أن يتكلم بما نسبته واحد في المائة مما يقال عن الرئيس مرسي ضد أمير أو شيخ أو مسؤول ؟! فبأي عيون يشاهد الناس الحال وبأي ألسنة يتكلمون ؟!
علي الربيعي
إخواني الهوى لا إخواني الانتماء(2) 1505