بالرغم من التغافل والإقصاء لهذه الشريحة المهمة في الوطن اليمني مرة بعد أخرى, سابقاً واليوم, وبدلاً من تشجيعها وإشراكها في صنع القرار وتوفير فرص عمل لها حتى يتضح أن هناك اهتماماً بها, فهي جزء من التنمية ومن المدنية, لأنها الأكثر فعالية ومعرفه واتقاداً, فهي بعد أن وصلت إلى مرحلة اليأس في السابق دفعها لإنتاج ثورة نتيجة لأسلوب الإقصاء والتهميش وأوصلت من استهان بها إلى مزبلة التاريخ الذي ظل معتمداً على الشيخ والقبيلة والجنرال وترك هذه الشريحة تعيش حالة من وجع البطالة والإهمال الكبير.
اليوم يتصور البعض أن بقدرته ممارسة نفس اللعبة لالتهام جذوة ثورتها عن طريق ترويضها للرضوخ بفعل المبررات وإطفاء حماسها, فهذا وهم, لأنه إن لم يتم إشراكها ومناقشة همومها ستكون قنبلة موقوته قد تنفجر في أي لحظة في وجه من يعمل لضرب طموحها ومشروعها الكبير الذي ناضلت من أجله.
اليوم الشباب الطامح والمتقد يسعى إلى عقد مؤتمر للشباب وهناك يجري التحضير له في المحافظات للضغط على مؤتمر الحوار وطرح رؤيتهم في علاج القضايا, لكن هناك من يسعى إلى حرفه عن الوجهة التي رسمت له, لاستخدامه لأغراض سياسية لتحقيق أهداف معينة.. لكن الشباب يرسمون ملامح وأهدافاً وطنية صرفة, لأنهم قد ذاقوا العلقم وعانوا من ويلات الخراب والبطالة والظلم والحرمان, ولا يمكن أن يكرروا ذات المشهد بالاتباع لمشهد الترويض وابتداع المساومة والمحسوبية للإسكات والدفع بهم نحو مربع النسيان.
لا غرابة إن قلت لكم أن الشباب وصلوا إلى قناعة للتجرد من السياسة المخادعة والأحزاب الفضفاضة التي جربت ولم تنتج سوى المحاصصة والمساومة والشراكة, لم ينتبهوا للوطن وانتبهوا لذاتهم المقيتة من خلال تحقيق المكاسب.. فكلا, قد اتضحت صورته الحقيقة بعد أن تم الغربلة, واتجهت إلى قناعات تخدم الأجندة الوطنية لا أجندات سياسية وأطراف تسعى إلى حرفها عن المسار..
الشباب لن ينكسروا مرة أخرى وسوف يحدثون مفاجأة سوف تقسم ظهور الفاسدين والمحاصصين وتجار الشعوب، الذين يتاجرون بقضاياهم وهمومهم من أجل نفع شخصي وسياسي, ولن يكرروا ذلك, بل سيكونون إشراقة تنظر للوطن بعين الوفاء لأرضه ومجتمعه وسيادته المنقوصة.
دعوتي للشباب أن يتحرروا من الجدل المقيت والتعصب الأعمى لأشخاص وجماعات سواء كانت حزبية أو دينية, فهي جميعها تعد ضرراً بالوطن ووحدته, وليأخذوا الدرس من التجاب السابقة التي لم يجنوا منها غير الخسران, وأن يتجهوا لصناعة وطن متمثل بدولة مدنية تحقق الكرامة والحقوق لكل اليمنيين بعيدة عن كل الولاءات الضيقة.. فأنتم شعلة نور لن تنطفئ وقد تتحولون إلى قنبلة موقوتة إن لم يتم النظر إليكم وإشراككم في صنع القرار بدلاً من الكهول الطاعنين بالسن.
صالح المنصوب
الشباب اليمني.. شعلة نور لن تنطفئ 1314