1-المعارضة المصرية:
مشكلة وضعف تخطيط وقصر رؤية وانطباع تام لداعمين, هذه هي المعارضة المصرية, فهي بدلاً من أن تكون جزءاً من الحل لبناء الدولة واستقرارها أصبحت جزءاً من المشكلة وباتت بين الحين والآخر تفتعل المشاكل والاحتجاجات وتصطاد كل كبيرة وصغيرة وتنشأ التنظيمات التخريبية تارة باسم تمرد وتارة بلاك بلوك وفي كل مرة حججها واهية ولا تبحث عن حلول, وكأن الهدف هو تدمير الاقتصاد ووقف عجلة التنمية وتخريب التجربة الديمقراطية, والغريب أنها تشارك في كل الفعاليات الديمقراطية وعندما تكون النتائج في غير صالحها تنقلب عليها وأصبح واضحاً أن الهدف هو إزاحة الإخوان سواء بالانتخابات أو بالبلطجة..
كنت سأقتنع بأن أداء المعارضة وطني لو قدمت مشروعاً متكاملاً يقود لحكومة وحدة وطنية وحوار تصالحي للقوى المصرية وخارطة طريق للبناء الاقتصادي والسياسي والاجتماعي, على اعتبار أن الإخوان المصريين يحاولون كما يقولون الاستحواذ على المشهد برمته, وعندما يرفض الإخوان هذا المشروع سيعرف الداخل والخارج أنهم فعلاً سبب في تعقيد الحياة السياسية في مصر, لكن يبدو أن المعارضة المصرية مسيرة في كثير من مواقفها أكثر مما هي مخيرة.
2-الحراك والحوثي وبقايا صالح:
أما عندنا في اليمن فهي على العكس تماماً, فأزمة المعارضة اليمنية هي أنها تلعب أدواراً متعددة, فهي جزء من الحكم وجزء من التخريب وتحكم تحت لافتة اليمن الواحد وتمارس على الأرض سلوكيات التجزئة والتفتيت للمجتمع وللشعب..
هذا بالنسبة للحوثي وبقايا صالح, أما الإخوة في الحراك (الانفصالي طبعاً) فهم عجب العجاب, لهم مطلب واحد ويريدون فرضه على الجميع سواء في الجنوب أو الشمال بالديمقراطية أو بحقوق الإنسان أو بالمواثيق الدولية أو بظلم مورس عليهم فترة نظام صالح وهم لا يعترفون لغيرهم ممن خالفهم الرأي والقناعات سواء جنوبي أو شمالي, لا بحقوق ولا ديمقراطية ولا قوانين ومبادرات دولية, ويمارسون الظلم بحقهم سياسة "أشتي لحم من كبشي وأشتي كبشي يمشي".. بالله عليكم هكذا معارضات يؤمل عليها بناء مجتمعات مدنية أو صناعة تغييرات استراتيجية أو حتى تأمن فيها على مستقبل أولادك؟!..
ومطلوب ممن يعارض أياً كان أن يكون صاحب مشروع يحترم الديمقراطية وقناعة الآخر ويترك العنف والسلاح ويؤمن بالتداول السلمي وأن تكون له بدائل وخيارات متعددة للحلول يفاوض عليها بعيداً عن التعصب.
وأخيراً أقول لمن يصر على الانفصال وهذه نصيحة من محب لهم: إن المسافة من واقعنا اليوم إلى إصلاح البلد وتحسين الحريات وإعادة المظالم أقرب من المسافة للانفصال والدماء وصراع المناطقيات.
فؤاد الفقيه
أزمة معارضة 1445