من المعلوم لدى المتابع وقارئ التاريخ أن ثورة قامت ضد نظام لا يمكن لها أن تعيده للحكم من جديد وكأن الثائرون كانوا في نزهة وما قاموا به لم يكن سوى مجرد مزاح وضحك ولعب عيال (معلش إحنا كنا بنهزر).
في مصر يلاحظ المتابع للوضع هناك استنجاد بعض من كانوا في صفوف الثورة بفلول الحكم البائد من أجل المساعدة في التخلص من النظام الحالي النظام المنتخب ولأول مرة في تاريخ مصر بعد ثورة يناير ظناً منهم أن رجال الحكم السابق سيساعدونهم ثم يتركون لهم حق التصرف والسير بالبلاد واستلام سلطاتها, واهم هو من يعتقد أن ذلك سيحصل وأن المخاليع سيدعونهم يتمتعون بما نزع من ملكهم غصباً.
في مصر يثور البعض ثم يهدأ ثم يثور مجدداً لإعادة من ثار ضدهم لمواقعهم السابقة, معادلة غريبة لن تراها إلا في مدعي المدنية والثورية, هذا هو الأمر الحاصل في مصر معارضة تبقى على استعداد تام لكل السيناريوهات المتاحة أمامها للانقلاب على شريعة الصندوق فقط لأنها لم تأتي بما يشتهون حتى وصل بهم الأمر أخيراً بالاتحاد مع الفلول وأصحاب المصالح والسوابق للتخلص من مرسي ونظامه ويبقون على استعداد تام لذبح الثورة وإدخال البلد في فوضى وحمام من الدماء حتى يخلو لهم الجو للبحث عن مصالحهم التائه في ثورية كل مصري سيبحثون عنها وسط أشلاء وطن يراد له أن تنفجر أعضاءه جزاء لثورته.
يقول بعض الثورجيين الجدد أن مصطلح الفلول هو مفهوم مغلوط أدخله الإخوان من أجل شق الصف الواحد وأنه يجب على كل الثوار تقبل الجميع وعدم استثناء أحد من فعاليتهم حتى لو كان من النظام القديم مما يعني أنه لا مانع من مشاركة قتلة شهداء يناير ومجرمي النظام البائد في فعاليات الغرض منها حسب ما يقولون هو استكمال أهداف الثورة وقد يصل الأمر بنا إلى رؤية مبارك في ميدان التحرير يهتف للقصاص للشهداء ولاستكمال أهداف الثورة التي قامت ضده وضد ديكتاتوريته وقد حصل وشاهدنا صوره تنتشر بكل جوانب ميدان التحرير رمز الثورة سابقا قبل أن تلوثه أقدام أنصار مبارك, لا عجب إذاً أنك ترى حبيب العادلي وزير داخلية المخلوع وقد أصبح من رموز الثورة وقادتها في الميدان, ولا عجب أيضاً في تواجد أحمد شفيق ضمن الصفوف الأولى لمعتصمي التحرير يوجه ويقود ويخطب بالثوار الجدد (وأحرار ثوار سنواصل المشوار).
محمد أحمد عثمان
مبارك في التحرير ثائراً!! 1383