مصر موقعها من الدول العربية بمثابة القلب من الجسد اذا صلح صلح الجسد كله واذا فسد فسد الجسد كله.. وما يحدث اليوم بمصر لا يمكن تسميه معارضة تنشد الرأي والرأي الآخر، فالرئيس مرسي اتفقنا او اختلفنا معه يضل رئيساً منتخباً انتخاباً نزيها وديمقراطياً شهد العالم بنزاهته ولم تشهد مصر انتخابا نزيها وشفافا منذ قرون كما شهدته الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس مرسي.
فإذا كانت المعارضة لا يعجبها سياسات مرسي وبرنامجه فالأولى بها ان تعارض ذلك معارضة بناءة تكشف أخطاءه للشعب وتعد نفسها للانتخابات القادمة لإسقاطه عبر صناديق الاقتراع حتى ترسى قواعد الديمقراطية وتجذر هذا السلوك الديمقراطي لدى الشعب المصري، وبهذا ستكون خدمت الوطن بالحفاظ على الديمقراطية، وفي نفس الوقت ستكون قد حققت الفوز التي تنشده عبر هذه الوسيلة الديمقراطية التي حرمت منها مصر وشعبها لقرون وحكمت بالحديد والنار في معظم فتراتها التاريخية، هذا اذا كانت هذه المعارضة تنطلق من منطلقات وطنية، واثقة من شعبيتها في أوساط الجماهير، إما أن تمارس هذا السلوك الذي نشاهده بالإصرار على إسقاط مرسي بنفس الأسلوب الذي اسقط فيه الرئيس المخلوع مبارك الذي جثم على صدر مصر وشعبها لأكثر من 30 عاماً بانتخابات صورية وتزوير فاضح، فهذا يعنى ان هذه المعارضة لا تؤمن بالديمقراطية وليست حريصة على مصر وسلامتها، بل أصبحت أداة في يد أعداء مصر ينتقمون منها عبر هذه الرموز التي تعمل بكل قواها لتحقيق غايتها المدمرة بأي طريق وبأي أسلوب وبعضهم لديه خبرة عالية في التآمر على الدول العربية التي يخشى منها أعداء الامة وخير دليل على ذلك تآمرهم على العراق بأساليب استخبارية حقيرة وأدوار رخيصة.. وبذلك تثبت بأنها ليست ضد مرسي او الاخوان المسلمين فقط ولكنها ضد الوطن كله.
إننا نضع ايدينا على قلوبنا خوفاً على مصر العروبة التي هي بمثابة القلب من الجسد فإذا شمخت مصر وارتقت شمخ وارتقى الوطن العربي كله وإذا أصيبت أصيب الوطن العربي كله. فهل هذه المعارضة من الجهل بحيث تعتقد انها ستصل لسدة الحكم بهذا الأسلوب...قد تستطيع هذه المعارضة الهوجاء الأضرار بمصر وامنها واستقرارها، لكنها لن تستطيع بهذا الأسلوب الهمجي ان تحكم مصر بأي حال من الأحوال فأسلوبها هذا لا يؤهلها للوصول للحكم، فليحكم عقلاء المعارضة في مصر عقولهم وليرتقوا بأسلوبهم الى مستوى حب مصر التي عهد عن أبنائها حبهم لوطنهم باختلاف توجهاتهم وعقائدهم...فقد عهد لدى الجميع حب أبناء مصر مسلمين ومسيحيين لام الدنيا مصر، ونحن في اليمن دائماً نضرب المثل بحب الوطن بإخواننا المصريين فلا يخيبوا الآمال.
أما الدول التي تدعم هذا التوجه ضد مصر بمليارات الدولارات فنقول لهم اتقوا الله في أنفسكم وفى مصر العروبة التي إذا أصيبت أصبتم في مقتل وتذكروا كيف كنتم تعتقدون انه إذا ذهب الشهيد صدام حسين ستكونون في مأمن، فذهب صدام واذا بالمخاطر تحيط بكم وبالأمه من كل مكان فاتقوا الله واستثمروا هذه الاموال لصالح الشعوب العربية والإسلامية بدلاً من صرفها لزعزعة مصر واستقرارها... وكــــــــــــــــــــل الحب والتقدير لسمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني لمواقفه الداعمة لمصر العروبة ولكل الدول والشعوب العربية التي تنشد العزة والكرامة والحرية، والذي توج مواقفه النبيلة بتنحيه الطوعي عن السلطة لولي عهده الامير تميم بن حمد آل ثاني ومن كل قلوبنا نبارك للأمير تميم تولي مقاليد الحكم لدولة قطر الخير والعطاء متمنين له التوفيق والسداد، وكلنا ثقة انه سيكون خير خلف لخير سلف.
إن أيدى الشعوب العربية على قلوبهم خوفاً على مصر لا نقول ذلك تعصباً لطرف ضد آخر ولكن حباً في مصر وشعبها وخوفاً على شعوب الأمة العربية التي لا يمكن ان تكون بخير بأي حال من الأحوال اذا أصيبت مصر بضرر لا قدر الله.
اللهم من أراد بمصر وأهل مصر خيراً فسدد خطاه ووفقه لكل خير ومن أراد بمصر واهل مصر شراً اللهم رد كيده في نحره، واجعل تدميره في تدبيره، واجعله عبرة للأمتين العربية والإسلامية ولكل معتبر على ظهر الكره الأرضية، اللهم أمين.
محمد الحميري
لصالح من السعي لتخريب مصر؟ 1596