سبق لنا التحذير لما يحاك لتعز من مخططات تريد إجهاض الحلم على أبناء تعز, من يعيشون في أمن واستقرار, وتمثل تلك المخططات الرابط الأكبر بين قيادات سابقة في النظام السابق نزع الله منهم الملك فأحسوا بقاسمة الظهر وأنهم سيدخلون مرحلة الخطر, فاستعانوا بقوى محلية وإقليمية لمدهم بالدعم المالي والعسكري من خلال بروز ظاهرة التهريب للأسلحة عبر منطقة باب المندب والمخا وذباب، رغم تعدد النقاط الأمنية في الآونة الأخيرة.. غير أن ظهور الجماعات المسلحة في الشوارع الرئيسية يضع علامات استفهام: أين كانت الأجهزة الأمنية يوم وصلت تلك الأسلحة إلى أيدي هذه الجماعات؟, وهل تسوير الطبية أهم من ضبط الأمن والاستقرار في تعز؟.
إن الخطر الذي تعيشه تعز يتفاقم يوماً بعد يوم وقيادة السلطة المحلية لاهم لها إلا حضور حفلات التخرج وافتتاح الندوات والمؤتمرات وكأن تعز خلت من المعاناة وافتعال الأزمات اليومية وأهمها مشكلة المياه التي يكاد المواطنين في أن يخرجوا عن صمتهم وبدأ صبرهم ينفذ.
ما يحدث هذه الأيام في تعز من تعدي على المراكز الامتحانية أثبت وبدون شك أن الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم باستحداث طرق جديدة لإجراء الامتحانات كانت خطوة جريئة لكشف المتسبب الرئيسي في إفشال العملية التعليمية في اليمن وقد ظهر ذلك جلياً من خلال الجماعات المسلحة التي حاولت أن تقتحم بعض المراكز الامتحانية في تعز وفي بعض المحافظات.. لقد تألمنا لتلك المشاهد التي رأيناها لشباب ورجال يحاولون بشتى الوسائل إثارة المشاكل في المراكز الامتحانية ومحاولة استعراض القوة وكل ذلك لأجل إرسال براشم الغش لأقاربهم.
نقول وبكل صراحة إن تردي الوضع في تعز سببه في الدرجة الأولى هم بقايا أركان النظام السابق الذين سقطت هيبتهم بعد قيام ثورة الشباب في 11فبراير 2011..
إن أمن تعز واستقرارها ليس مسؤولية أشخاص بقدر ما هو مسؤولية الجميع, غير أن الأخ المحافظ في اجتماعه الأخير بالقيادات المؤتمرية بالمحافظة شكرهم على صبرهم عليه وكأن تعز لا يقطنها إلا المؤتمرون ونسي المحافظ أو تناسى أن تعز يقارب سكانها 4000000 نسمة يحتاج سكانها وحاراتها أن يحسوا بالأمن والاستقرار وأن يشعر أطفالهم بحياة هانئة..
بعض المشائخ يحاولون التنكر لتعز والظهور بعدة أوجه من خلال بحثهم عن معونات وجهات تدعم بقاءهم كجلادين للرعية ولو كان ذلك الدعم فيه زعزعة لأمن البلاد وراحة العباد..
إننا لم نستطع أن ننظر لحال تعز يلعب بها أمثال أولئك وليس بأيدينا إلا القلم لنكتب به والدعاء إلى الله بأن يرد هؤلاء إلى طريق الحق والصواب أو يرحنا منهم ومن أفعالهم وأن يرزق محافظنا البطانة الصالحة وأن يبعد من حوله من المتآمرين على مصالح تعز ومقدراتها.. إنه على ذلك قدير.