مستمر في زحف بلا تردد, لم تحد منه الثورة ولا هيئات وجهاز رقابة وغيره, هو أصبح كتاباً يدرس لدى من لا ضمير يمنعهم يلهفون ويعبثون بلا تردد, والشرعية تعطى من جهات الحماية في الهرم الوظيفي..
لن يتقدم البلد في ظل خراب الإدارة وإخطبوط الفساد الذي يهبر كل المقدرات ويلتهم المال العام كنار في الهشيم, فساد في كل إدارة ومكتب بلا استثناء, يأكلون الأخضر واليابس, حولوا الوطن إلى غنيمة, تعودوا واعتادوا ومن الخالق لم يخافوا..
نتحدث عن بناء الأوطان والقضاء على المحسوبية, لكننا لا نمتلك الجدية في الأمر, لأننا بلا إرادة وبداخلنا خواء مرير ورعب, تسكننا مهازل الصمت فيما الوطن تمزقه أنياب الفساد المتجذر هنا وهناك ونستسلم كأننا لا نملك غير السكون والدعاء..
خرجت ثورة لديها أمل بجرف لوبي الفساد, لكنها إلى اليوم تدعه يستوطن لأن كلاً من الساسة والتيارات له محسوبية ويدافع عن أصحابه الغارقين في وحل الفساد وهكذا يفعلون..
الكل منا يحلم بوجود وطن خال من الفساد, لكن الفساد آفة, بل أفيون مدمر ينخر الوطن وسبب في تراجعه, وبالرغم من العمل الثوري إلا أن الفاسدين لازالوا في مرافق الدولة متجذرين لم يغادروا بعد والنهب أضحى اليوم بالترليون, ربما لأنهم على وشك المغادرة أو أن الوطن يعيش الوفاق الفوضوي..
البلاء الذي حل علينا هو الفساد, إخطبوط مدمر لا يرحم أبداً, لان من يمارسونه هم تخلوا عن كل القيم والمعاني الإنسانية, هم بلا وطنية وقد خلعوها وتجردوا عنها ووطنيتهم هي الداء, لأنها مزورة وكاذبة..
إذاً نحن أمام هذا المارثون المدمر الذي ظل ينخر الوطن ولازال باق إلى اليوم ننتظر جرف الفساد أياً كان نوعه وانتمائه, إن أردنا أن يبقى اليمن متطوراً تبرز فيه التنمية وقوة الاقتصاد, أما إذا ظل موجوداً والدفاع مستمراً عنه بطريقة أو بأخرى بمحسوبية ولا مبالاة لا يمكن أن يتقدم الوطن وتصنع أبجدياته من النظافة والاتجاه إلى الأمام.. تدرون كيف ارتقى الاقتصاد التركي, ليس بفعل سحري أو اجتهاد اقتصادي, بل إنهم استطاعوا فقط أن يوقفوا الفساد ,وقد سئل يوماً رئيس وزراء تركيا :كيف أحدثتم هذا التحول؟.. رد قائلاً: أوقفنا الفساد.. فلماذا لم نوقف الفساد ونجتهد في الحد منه بدلاً من التراشق والتتويه والصراع وطابور الفساد يستمر كسرطان قد يشل الوطن ويجعله فقيراً..
لا تجاملوا هؤلاء.. لا تدافعوا عنهم أياً كانوا.. أوقفوهم إن أردتم وطناً, ويا ليت لو يشكل فريق في الحوار الوطني لدك رموز الفساد, حينها إن نجحنا في ضرب هذا الأفيون سيكون هناك يمن جديد.
