;
سليمان دبوان
سليمان دبوان

بين يدي الحوار 1425

2013-06-23 18:52:38


بعد انتهاء الجلسة الأولى من مؤتمر الحوار الوطني الشامل وانطلاق الجلسة الثانية يكون المشاركون في المؤتمر قد بدئوا عملياً الدخول في الموضوعات الصعبة التي تترتب عليها ملامح النظام المقبل وشكله، بخاصة في ظل النقاشات المعمّقة التي دارت على مدار نحو ثلاثة أشهر مضت منذ انطلاق المؤتمر.
إن الحوار الوطني بين فرقاء الفكر والوطن وفرقاء الأحزاب السياسية هو المشروع الوطني الضامن لاستقرار أي مجتمع من المجتمعات ينشد الحياة والتعايش, والمدنية والاستقرار والسلام.. بالحوار فقط تشخص المشكلات وتوصف المعالجات وتعاد قراءة الخارطة السياسية لليمن, وتحديد مشكلاتها, ويقيم نظام حكم الدولة, وعلامته.. ويتوافق الفرقاء على ما ينبغي أن يكون ناجعاً..
الحوار هو الحاضن لليمنيين بكل أطيافهم, من خلال نظام حكم ينهي عبث رموز الاستبداد السياسي, ويئد الفساد بكل صوره, ويحقق العدالة السياسية, والتنموية لكل الناس ويكفل حق الجميع في المشاركة المتكافئة في إدارة شؤون الدولة, وسواها, ويضمن التوزيع العادل للثروة.. وفق معايير اقتصادية وجغرافية, وسكانية ووطنية علمية وعادلة..
قضايا الحوار عموماً, هي الرؤية الوطنية الثاقبة.. وهي المنطلق الأساسي لإعادة صياغة الخارطة السياسية, والجغرافية لليمن الجديد.. بالحوار سيتم التوافق على الرؤية الوطنية والضوابط الفكرية والهوية الثقافية والأسس الاقتصادية ومبادئ العدالة التنموية المنشودة.. بالتوافق سيرى النور دستور اليمن الجديد, الذي ينبغي التوافق فيه على تحكيم الشريعة الإسلامية ,كمصدر وحيد للتشريع ولن يتأتى ذاك التوافق إلا على طاولة الحوار..
بالحوار والتوافق فقط, سيخرج الوطن من عنق الزجاجة ,ومن مآزق الأزمات المختلفة, ومآسي التجاذبات السياسية.. وسيتخلص الوطن من المشاريع الضيقة, ونتن الفساد, ورموز اللصوصية العبث.. بالحوار وحده سوف تتعايش الرؤى الفكرية المتقاطعة.. وبه ستنتهي السياسات الهابطة.. وستقطع الطريق على الطامحين بتمزيق الوطن إلى دويلات, وسيحبط تجار الحروب ,وصناع الأزمات, وهواة القتل, والعمالة..
مخرجات الحوار عموماً هي المشروع الوطني الطموح ببزوغ فجر دولة مدنية تواقين إلى أن تكون واقعاً في اليمن.. دولة تتكئ على أساس متين من العدالة الاجتماعية, والسياسية, والاقتصادية والتنموية والمشاركة المتكافئة للقوى والطامحين في الوصول إلى مواقع صنع القرار, وفق ضوابط ومحددات سياسية وتشريعية ومعايير علمية, ووطنية, يتوافق اليمنيون بشأنها على طاولة الحوار.
هي نصيحة محب لكل من لا يزال يقدم رجلا نحو الحوار ويؤخر أخرى.. إن الوطن يتسع للجميع.. وإنه لم يعد هناك مكانة للتآمر ولا مجال للمتربصين الانقضاض على نظام الحكم.. ولم يعد هناك متسع في اليمن للمتخاذلين, وأرباب الفساد ورموز الصراع, وأمراء الحرب, ودعاة الفرقة, والشتات, وتجار العمالة, وصناع الأزمات.. فالشعب قد عرف طريقه.. خيمة في الشارع, كفيلة بإسقاط مسؤول مستبد, أو فاسدين مهما كانت قوتهم..
هي نصيحة كذلك لكل وطني وشريف لا يزال مناهضاً للحوار أو متشائماً من مخرجاته إقراء الماضي بمنهج متجرد, وتمعن في محطات الصراع السياسي, والفكري, عبر التاريخ, ستجد أنه لم يسدل ستار على مآسي قضية ما في اليمن إلا بالحوار القاطع لدابر التأزم والفتن.. 
ورسالتي كذلك لمن لا يزال عاشقا للتمرد وإدارة الفتن, كفاك طيشا.. وانظر إلى ما حولك.. ففرقاء اليمن حسموا أمرهم .. وجعلوا من الحوار منهجا وسلوكا لحل قضاياهم العالقة وإلى جوارهم يقف الشرفاء يؤازرون التسوية السياسية السلمية فقد مل اليمنيون الفرقة والأزمات.. ومن لم يع الدرس سيسقطه شعب عريق واع بأهمية الاستقرار وقدسية الوطن . فلا مكانة اليوم لمن لا يزال مغردا خارج التسوية السياسية والإرادة الشعبية والدولية التي تؤيد الحوار منهج حياة وسلوك سياسي لحل خلاف الفرقاء في اليمن ولن يسمح بتقوض التسوية السياسية السلمية في اليمن.. فحري بمن لا يزال نشازا خارج طاولة التفاهم أن يتدارك الأمور قبل أن تجرفه سيل مخرجات الحوار فيجد نفسه معزولاً سياسياً ومنبوذاً في المجتمع وملاحقاً من المجتمع الدولي, حينها سيعض أصابع الندم حين لا ينفع ذلك.
الحوار وحده من سيحقق ما لم تحققه فوهات البنادق وساحات الاقتتال والمشاريع الفكرية المتقاطعة وغرف العمالة, والمال, والتآمر.. بالتفاهم والعقلانية, ستهذب ما قد تبدو شطحات فكرية, وسترشد الرؤى المتقاطعة.. فالحوار هو الضامن الوحيد لحل كل الخلافات مهما عظم شأنها.. وهو ما يحتم على الجميع أن يجعلوا من الحوار سلوكا, ومنهج تعامل, وحياة, للتعايش السلمي والقبول بالآخر, واحترام فكر كل طرف.
يتبقى نحو ثلاثة أشهر فقط للانتهاء من مؤتمر الحوار، كما هو مخطط له، وهذه الفترة كافية ليبدأ المشاركون في المؤتمر باستعراض نتائج مداولاتهم للقضايا الكبيرة في البلاد طوال الفترة الماضية المنقضية من عمر الحوار، وصوغها بشكل قرارات وترجمتها بعد ذلك إلى واقع ملموس وعكسها في دستور البلاد الجديد، ليكون جاهزاً للتطبيق ويكون مرضياً للأطراف السياسية والمكونات الاجتماعية كافة.
من هنا تبدو الآمال معلقة على الجولة الثانية من مؤتمر الحوار الوطني، لتكون انطلاقة جدية في وضع اليمن على السكة الصحيحة، بحيث تكون البلاد قادرة على معالجة ما لم تستطع القيادات التي تعاقبت على الدولة معالجتها، وتقف في أبرز القضايا المطلوب معالجتها.. ولنا أمل بكم بعد الله للخروج إلى اليمن المنشود.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد