يمنيون نحن وليس إسرائيليين أو فلسطينيين مشردين من وطننا أو مجهولي الهوية لأجل المطالبة بحق العودة إلى ديارنا، ومع هذا نريد استعادة الوطن من أيادي الفاسدين المترنحين على أوتار النهب والتقطع وموسيقى الاستيلاء على الحقوق العامة والشخصية وثروات الوطن ومكتسباته.. نحن أصل العروبة ونفخر بحضارتنا السابقة المصدر الأول والأخير للأجيال في شبه الجزيرة العربية ولكن هناك من أراد لشعب العروبة الدمار والهلاك والتشرد دونما وجود عامل خارجي محتل للوطن.
حقيقة مطلبنا هذا سيشعرهم بالخزي والعار من أول مسئول بهرم الدولة إلى آخرهم، فكيف يطالبون بحق العودة وهم يعيشون بوطنهم؟!.
يا هادي: لا يمكن أن تستمر في وضعك هذا، ولن تضطر إلى جمع الأموال من دول الجوار ولملمة شتات الشعب من مخيمات اللاجئين، أو فرض الاحتلال على دول الخليج، والسيطرة على ثرواتهم لإعادة تكوين الدولة.. المطلوب قرارات حاسمة وصارمة تفرضها على أرض الواقع، وليس كلام أقلام على الأوراق، تحتاج إلى عزل وقطع الأيادي الفاسدة بمؤسسات الدولة، وتجريدهم من وظائفهم ومسئولياتهم وإنزال مبدأ الثواب والعقاب ليكونوا عبرة لكل من سولت له نفسه التلاعب بمقدرات وثروات البلاد، واستبدالهم بنخب حريصة على مستقبل الوطن والمواطن ولا يكون هدفهم الأول استغلال مناصبهم من اجل تأمين مستقبل عائلتهم، وتوريث مناصبهم لأجيالهم.
يا هادي: اليمن توشك أن تخرج عن السيطرة، فالجنوب يعيش وضعاً مأساوياً وكل يوم تزداد رقعة الانفصال وتتوسع دائرة المطالب، وشمال الشمال لم ولن يعترف بوجود الدولة ويخضع لسيادتها والسبب أنهم لم يلمسوا للآن حدوث أي تغيير يطمئن المواطنين، بل أبناء الجنوب يفتقرون ويعانون من جحيم الصيف جرى انقطاع الكهرباء العامل الأساسي إلى جانب الماء لضمان استمرار الحياة.
يا هادي: الشعب انتفض بثورة وضحى بشهداء أملاً في عودة الوطن للمسار الصحيح وعودة اليمن من جديد، ومع ذلك المسار ينهج مسلكاً مخالفاً, فالمواطن من دون خدمات ومقومات أساسية للحياة اليومية بعد مرور عام و نصف للثورة, وهذه المعادلة مرفوضة إطلاقاً, كونها تفتقد للعنصر الأساسي للحل وبحاجة إلى إيجاد مقام جذري للانطلاق نحو النهضة، والقضاء على القوى الظلامية المتخلفة والمقوضة لعملية التغيير, فسيناريو إعادة النظام السابق مرة أخرى جرم وغباء واستهتار بحق الشعب أجمع، وغياب الدولة هو بداية تكرار السيناريو واستمرار التمرد دون ردة فعل تجاه أولئك المعرقلين دليل واضح على قرب السقوط, فلطالما وهناك فئة مستعبدة وتعد أعمدة رئيسية للفساد تمارس أعمالاً شنيعة ولم تستوعب الصحوة نحو إيجاد وطن يسوده الفرص المتساوية للجميع، فلابد للحكومة أن تقف بشدة وتقول لهم كفى, فأنتم أصبحتم من الماضي المشئوم ويجب إزالتكم..
وعلى حكومة الوفاق الإدراك بأنه ليس ذنب الشعب القيام بثورة لأجل يتحمل عواقب تبعات تصرفاتكم وقراراتكم، وليس مكرهاً للانتظار حتى تتحرر تلك الفئة من الرق, ولكن يجب الاستعجال باستئصالهم والقضاء عليهم لكي يحصد الشعب ثمار ثورته.