;
علي ناجي الرعوي
علي ناجي الرعوي

إلى أين نسير ؟! 2573

2013-06-15 21:25:47


أغلب الظن أننا في اليمن نجهل مصاعب المرحلة التي نمر فيها ولا ندرك عمق المشكلات التي تواجهنا ولا نملك تشخيصاً حقيقياً للأمراض المستحكمة فينا ..وأننا من ندور حول أنفسنا في حالة شبيهة بـ"جمل المعصرة" الذى لا يعلم من أين بدأ وأين سينتهي ؟ 
من الممكن أن نضع قائمة طويلة بالأسباب التي أدت بنا إلى ما نحن فيه وربما تضمنت هذه الأسباب أموراً كثيرة كالقول: إن بعض القوى السياسية تعمل على إعاقة أداء مؤسسات الدولة وتسعى إلى إفشال جهود الحكومة لإظهارها عاجزة عن تنفيذ برنامجها الذى وعدت به .. والقول أيضاً بان هناك من لا يرغب أن تكون لنا دولة قوية تعيد الاعتبار للأنظمة والقوانين التي مازالت حتى اليوم تنتهك من قبل البعض بصلف وفضاضة بل وهناك أيضاً من لا يروق له بأي حال من الأحوال الانتقال من فكر الثورة إلى فكر الدولة .. ومهما كانت واقعية هذه التبريرات, فإنها التي تفتقد لمثل هذه الواقعية وتصبح غير مقنعة لأحد حينما يترك الحبل على الغارب لـ"آل جرادان" أو غيرهم من العناصر القبلية في مارب أو نهم لممارسة هواياتها في الاعتداء على خطوط الكهرباء وتعميم الظلام على سائر أبناء اليمن أو في تفجير أنابيب النفط والغاز و الحاق الضرر البالغ بالاقتصاد الوطني المنهك أصلاً. 
و تصبح مثل هذه التبريرات لا معنى لها اذا ما استمر العابثون في نهجهم التخريبي دون أن تطالهم يد القانون ويقدموا إلى القضاء والعدالة ليقول فيهم كلمته من دون مواربة أو تردد .. واذا ما ظل المعنيون في أجهزة الدولة يميلون إلى الوساطات القبلية والمراضاة والحلول السهلة التي تشجع على التمادي في الإثم والتطاول على الدولة والمجتمع و بما يدفع بالبلاد إلى منزلق الفوضى الذى يصبح فيه التغيير صعباً وشاقاً ومكلفاً, إذ انه وكلما تم التغاضي على نمط معين من التخريب ظهر علينا نمط أخر يدفعنا إلى التساؤل عن جدوى ما يحصل ودورنا فيه.
لقد استمعت قبل عدة أسابيع إلى الرئيس التونسي المنصف المرزوقي وهو يتحدث عن الزوابع التي برزت إلى السطح في بلاده عقب ثورات الربيع العربي فقد أشار الرجل إلى أن هذه الزوابع وان كانت في طبيعتها حادة ويغلب عليها الانفعال فإنها التي كشفت عن أن أداء السلطة كان ادنى بكثير من قدراتها وما حققته أقل بكثير مما أنفقته وطموحاتها أقل من طموحات الحالمين بالتغيير ولذلك فان ظهور مثل هذه الزوابع من وجهة نظر المرزوقي لا يستدعي فقط المزيد من الحذر واليقظة والتنسيق ووحدة الصف بل مراجعة شاملة لأداء كل الممسكين بزمام السلطة للوصول إلى مكامن الاعتلال والثغرات التي يمكن أن تتسلل منها تلك الزوابع لتصبح كعاصفة مدمرة تجرف الجميع. 
واذا ما كان هذا الوصف ينطبق على الأوضاع في تونس فكيف نفهم حالنا في اليمن والزوابع تهب علينا من مختلف الجهات, ففي الجنوب تتصاعد زوابع الحراك في ظل تأخر تنفيذ المعالجات التي تضمنتها النقاط العشرين .. وتأتينا من الشرق رياح التطرف والإرهاب بعد تمدد تنظيم القاعدة في بعض مناطق حضرموت وفي شمال الشمال يثار غبار الحركة الحوثية التي لا يعني مشاركتها في مؤتمر الحوار قبولها بالانضواء تحت مظلة الدولة التي طالما شككت في الولاء لها وطرحت نفسها في المعنيين العقيدي والسياسي بديلاً لها على الأقل في محافظة صعدة .. وفي الغرب يتموضع الحراك التهامي والذى وان كان لا يزال في طور التهييج السياسي وليس له أي امتداد دولي أو إقليمي, فإنه ومالم تسارع الدولة باحتوائه والتجاوب مع المطالب التي يرفعها, فإنه الذى قد يصبح زوبعة من النوع الثقيل. 
وبعد كل ذلك تأتي الزوابع الناتجة عن التجاذبات السياسية وتراكم الأحقاد وتدافع الأحزاب والتنابز بالألقاب والتنافس على النفوذ والسطوة والاندفاعات نحو العنف وغيرها من الزوابع والتي تضع اليمن أمام مفترق طرق وهو ما نبه إليه الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر في تقريره الأخير إلى مجلس الأمن, فقد كان الرجل على حق وهو يحذر من نفاد صبر اليمنيين وإحباطهم الذى ازداد بفعل معاناتهم جراء انقطاع الكهرباء والتحديات الكثيرة التي تثقل كاهلهم .. وكأن بن عمر أراد أن يقول من خلال هذا التقرير من أن اليمن ينزلق إلى نهايات لا يبدو أنها مسرة وان أهله قد ضاق بعضهم بالبعض الآخر رغم أن بلدهم رحب وواسع وجميل يسع كل أبنائه وكل من يحبه ويعشق تاريخه وحضارته العتيدة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد