m.al-sharify@hotmail.com
بما أن الرعاية تعد من الخدمات الأساسية الهامة التي يجب توفرها للأفراد بحيث تكون في متناول كل فرد بأيسر الطرق الممكنة ؛وهذا ما أكدته منظمة الصحة العالمية التي بدورها عرفت الرعاية الصحية بأنها: الخدمات الصحية الشاملة والأساسية الميسرة لكافة الأفراد والأسر في كافة المجتمعات، ومن هذا المنطلق نجد أن هناك فرقاً كبياًر بين تعريف منظمة الصحة العالمية للرعاية الصحية وبين واقع الرعاية الصحية في بلدنا.
 كنت أتساءل قبل أن أذهب إلى أحد المراكز الصحية في محافظة عدن؛ لماذا يهرول غالبية أبناء اليمن إلى المستشفيات الخاصة بشكل كبير, سيما وأنه يتواجد الكثير من المراكز والمستشفيات الصحية التي أنشأتها الحكومة وتشرف عليها بطريقة مباشرة؛ إلا أنني قد توصلت إلى الإجابة الشافية بعد أن ذهبت ولأول مرة إلى أحد المراكز الصحية في الشيخ عثمان بمحافظة عدن الذي تبين لي من خلال تلك الزيارة أن الرعاية الصحية في بلدنا ليست بمستوى ضعيف فقط, بل أنها سيئة وخطرة أيضاً، لم تكن الزيارة بشأني أنا بل من شأن أختي ذات العشرة أعوام التي تعاني من ألم اللوزتين, فبعد مرور أكثر من ساعتين ظللنا في حالة انتظار حتى "تلصي" الكهرباء, لا أعلم هل في هذا المركز الصحي يوجد له(ماطور) كهربائي يكون بديلاً في حالة انطفأت الكهرباء, أم أنه ليس بحاجة لذلك؟.. على كل حال لصت الكهرباء وبدأت الحركة فذهبت لأقطع ورقة المعاينة ومن ثم عدت لأخذ الدواء وعند ما ذهبت إلى الغرفة الخاصة بضرب الحقن وقفت أمام الباب لأنني لم أكن أعلم هل مازال مقفلا أم لا؟ عندها استوقفت أحد الموظفين وسألته ما إذا كان يوجد احد بالداخل أم لا؟ فما كان بإمكانه إلا أن دق الباب بشدة وذهب حالاً وبعد لحظات قليلة فتحت الممرضة الباب حينها عاتبتني نعم يا وزير الصحة عاتبتني وهل تعلم يا وزير الصحة ماذا كان سبب هذا العتاب؟ لقد عاتبتني قائلةً: خاف الله يا أخي مالك خلينا (نتقرع) بالصنعاني (نفطر) نعم يا وزير الصحة كان ذلك الساعة العاشرة وفي أوج العمل وأنين المرضى المتصاعدة، كثير من الممرضين والممرضات يا وزير الصحة حولوا الغرف الطبية أشبه ببوفيات طعام، لم ينتهي الأمر عند هذا وحسب فعندما أتمت من تناولها لوجبة الفطور أعرضت عليها الدواء فنصحتني أن أغير هذه العلبة لأنها تسبب تقرحات وأن أذهب إلى إحدى الصيدليات المتواجدة في الشارع لآخذ بدلاً عنها مؤكدةً في نصيحتها لي أن آخذ علبة الدواء صناعة إسبانية، فقلت لها: لماذا إذا تصرفون مثل هذا الدواء طالما وهو خطر ويسبب تقرحات؟ قالت هذا الذي عندنا أيش نسوي. صدقني يا وزير الصحة أن الرعاية الصحية التي تقدمها وزارتك لا تليق بالحيوانات فما بالك بإنسان، وأنا آسف إذا قلت لك أنني أصبحت أحتقر وزارة الصحة لسوء خدماتها ورعايتها بل أنني أصبحت أخاف منها لان في خدماتها ما يسبب خطر على الإنسان.
 أخيراً أتمنى منك يا وزير الصحة أن تدرك حجم المسئولية الملقاة على عاتقك وأن تتبنى خطوات تصحيحية لأجل تحسين وضع الرعاية الصحية في البلد, فإذا لم يكن بقدورك فعل ذلك فلتتنحى جانباً وسيكون ذلك أجمل.