القضية الجنوبية هي الثورة الأم والملهم الروحاني بنضالها السلمي لثورات الربيع العربي، التي حذت نحو تطبيق والاقتداء بتجربتها السلمية، وما ثورة 11 فبراير إلا جنيناً أخرجته القضية الجنوبية من صلبها بحراكها السلمي ونضال قياداته واحتشاد الزخم الشعبي الذي أشعل الشارع الجنوبي، وجعل تلك الهتافات هي طريق العبور نحو إيجاد دولة المساواة والعدالة.
لقد أسقط نضالهم طاغية بزبانيته وحاشيته من الأصنام الذين دنسوا هذه البقعة الشريفة الطاهرة، وعاثوا فيها الفساد، و سلبوها حقها، وانتهكوا حرماتها المقدسة والفاضلة لشعب عانى ويلات الظلم، والإقصاء، والحرمان، والتشريد، والبلطجة بكل أشكاله الوقحة..
وإن الحق دائماً يأتي بمشقة التضحية، ومعاناة تذليل الصعوبات، وصبر الحكماء والقيادات، فقد حرص الطرف الآخر والنظام الأول للجنوب سابقاً برئيسه البيض العامل الرئيسي في واقع ووضع الجنوب حالياً إلى تعرية وفضح نفسه أمام العالم اجمع والشعب الجنوبي على وجه الخصوص من خلال مواقفه المخجلة والغير مشرفة تجاه القضية الجنوبية.
كان الشارع الجنوبي يأمل بموقف مشرف يسطر البيض تاريخه، ويعود إليهم من أوسع أبوابه، ولكن الوشاح الخمنائي الذي عاد مرتديه على جسده، والعمامة الطائفية المعمرة على قبته الخاوية، جعلت من أبناء الجنوب يشمئزون منه ويستنفرون، وينظرون إليه نظرة عودة أموات تبعث من قبورها لتنال جزاء ما اقترفت أيديهم من جرائم بشعة في حق الأبرياء من أجل الحفاظ على كرسي مهلك سبق وان نبذه, كما لو كان خبثاً سقط وسط قوم صالحين.
وهذا ما جعل البيض يتجه نحو قبلته المادية إيران حباً في الحصول على الأموال، وحرمته صعدة طمعاً في الحصول على الرجال، وما إن تحقق حلمة وأصبحت له بصمة واضحة أوساط الحراك الجنوبي، عبر فصيلة المدعوم صفوياً، والمستمد قوته حوثياً، حتى عاد للإساءة للجنوب ونضال أبنائه من خلال أسلوبه البشع الذي لا يتناسب مع فكر وعقلية وسلوكيات وقيم الجنوبيين ككل ، و ركنه إلى استخدام السلاح، وقطع الطرقات، والتشويه بسمعة القضية الجنوبية، والإبحار بها نحو المجهول، وإدخال المنطقة إلى هاوية وفجوة جحيم النظام السابق الذي صادرت حقوقهم وممتلكاتهم، الأمر الذي جعل المستحيل واقعاً أمام تحقيق المزيد لنصرة القضية الجنوبية.
هيثم الجرادي
دعاة انفصال قبلتهم إيران 1285