تنص المادة (4) من الدستور اليمني الحالي على أن "الشعب مالك السلطة ومصدرها".. ذلك أن الشعب يملك حق الرقابة على تطبيق نصوص الدستور وله الحق في تغيير النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي وإعادة بناء الدولة باستخدام الأسلوب الثوري إذا ما رأى انه لم يعد هناك من وسيلة سوى الوسيلة الثورية لحماية نصوص الدستور والتي من أهمها تلك التي تنص على مبادئ وأسس دستوريه هامه وأساسيه في بناء الجمهورية اليمنية منها على سبيل المثال:
- النظام الجمهوري- التبادل السلمي للسلطة- المواطنة المتساوية- تقاسم السلطة والثروة وفق أسس دستوريه وقانونية.. ومما لاشك فيه أن هناك أسباباً واضحة جلية دفعت الشعوب العربية إلي إشعال ثورات الربيع العربي لعل من أهمها: البطالة- ضعف الاقتصاد وتدني مستوى معيشة المواطن العربي- محاولة الأنظمة الحاكمة تغيير نظام الدولة.. ولكن السؤال الهام الذي يطرح نفسه ونحاول إيجاد إجابة له في هذه المقالة, هو: ما مدى تأثير العامل الدولي على الإرادة الشعبية في صناعة ثورات الربيع العربي؟ وهل يشكل هذا العامل الرئيس والفاعل قيداً على حرية إرادة الشعوب العربية في صناعة ثوراتها العربية وإعادة بناء الدولة على أسس دستوريه وقانونيه حديثه؟..
وللإجابة على هذا التساؤل هناك عدد من العوامل لابد من الوقوف أمامها وتوضيحها كالاتي: أولاً: عوامل تتعلق بطبيعة الشعب نفسه ومدى إمكانية احد العناصر الأساسية المكونة للدولة الحديثة وفقاً لما هو معروف في الفقه الدستوري بأن الدولة تتكون من ثلاثة عناصر أساسية هي: الشعب, الإقليم, السلطة.. وذلك من خلال النظر إلى التركيب الاجتماعي للشعب.. ونجد أن هذه العوامل لا أثر لها على إرادة الشعب في تونس مثلاً, بينما أثرها متوسط بالنسبة للشعب المصري شديدة الأثر بالنسبة للشعب اليمني.
ثانياً: عوامل تتعلق بالبيئة التي يعيش فيها هذا الشعب ومدى تأثيرها على أرادته الشعبية في صناعة الثورة ومن ابرز هذه العوامل نجد: الفقر, الأمية.. ولهذه العوامل تأثير كبير وواضح على إرادة الشعب اليمني في صناعة الثورة اليمنية.
ثالثاً: مظاهر تأثير العامل الدولي الخارجي ومدى قدرته على تقييد الإرادة الشعبية للشعوب العربية في صناعة الثورة.
ويمكننا توضيح نطاق هذا التأثير من خلال عدة جوانب أساسية, هي: أ- رسم السياسة الدولية, والتي يتم التركيز من خلالها على عدد من الجوانب الهامه والأساسية لراسمي السياسة الدولية منها على سبيل المثال: 1- الثروة والنفط في المنطقة العربية, 2- الموقع الجغرافي, 3- الثروة البشرية.
أسلوب عمل المنظمات الدولية والإقليمية والتي تتأثر بعوامل عدة, منها: مصالح 1-1- دولية, 2- مصالح إقليمية, 3- القانون الدولي الذي يحكم عملها..
ج- العامل الإقليمي:
ويبدو هذا واضحاً في العمق الجغرافي أو التاريخي أو العقائدي للدولة التي يريد شعبها صناعة الثورة ومن أمثلة العمق التاريخي السعودية بالنسبة لليمن والعمق الجغرافي دول الخليج بالنسبة لليمن والعمق العقائدي إيران بالنسبة لسوريا, حيث تتأثر الإرادة الشعبية وحريتها في صناعة الثورات العربية بمصالح هذا العمق ومدى توافق الثورة مع مصالحه.
د. ضياء العبسي
تأثير العامل الخارجي على الإرادة الشعبية 1652