يسعى الإنسان إلى كسب ود أكبر عدد من الناس، ويشعر بالراحة والسعادة إذا شعر بأن الناس تحبه وتوده وتحترمه، والطريق إلى قلوب الخلق ومحبتهم محبة الله عز وجل للعبد، كما أن تضييع حقوق الله عز وجل ونسيان شرعه طريق إلى التباغض بين العباد، قال الله سبحانه: (فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إلى يَوْمِ القيامة)المائدة.
وما تواد اثنان وافترقا إلا بذنب أحدثه أحدهما أو كلاهما.. وهناك أعمال إذا قام بها الأخ تجاه أخيه تؤدي إلى غرس المحبة وزيادتها منها: مناداة الإنسان بأحب الأسماء والألقاب إليه، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:( يصفي للمرء ود أخيه أن يدعوه بأحب الأسماء إليه، وأن يوسع له في المجلس، ويسلم عليه إذا لقيه).. وكما أن المناداة بأحب الأسماء والألقاب تقوي المودة وتغرس المحبة في القلوب فإن التنابز بالألقاب يكسر النفوس، ويزرع البغضاء، وهو سبب من أسباب التنافر والنفور، لكن من يقنع أهل اليمن، والمثل يقول: "الّلي ما معوش ذمر ما معوش عمر"، وبدل ما يدلع الزوجان والأصحاب بعضهم البعض "يتذامروا".. واحد مسمي زوجته النحيفة (قُرفه أو فخاخه).. وإذا كانت سمينة (دب, أو غورلا), وهي تسميه (هيكل, شرجبه).. وإذا كان سميناً: (عجل البحر).. وإذا كان قصيراً (قزم).. وإذا كان طويلاً (سُلم).. وإذا هي بيضاء: (يا برصاء).. وإذا كانت سمراء: (يا خادمة)..
وإليكم بعض الألقاب الغريبة التي يتنابز بها الناس في اليمن: حكحك.. قرقر.. الشريم.. دعبس.. كشكوش.. احوك.. اميط.. بق بق.. قصبة.. المبهرر.. المدق.. المحواش... الأشدق.. الهرمة.. خادم.. صياد.. أم الجن.. أم الصبيان.
وهناك ألقاب أفرزتها لنا الأزمات السياسية في الدول العربية مثل: بلاطجة وأبو شريحتين وأصحاب الدفع المسبق وأبو ألفين ومرتزقة وعملاء وخونة, وغيرها من الألقاب التي توغر الصدور وتزرع البغضاء في النفوس, وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن ذلك, قائلاً: (ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون).
أحلام القبيلي
لا تنابزوا بالألقاب 2600