سؤال قد يعده البعض غريباً, فقد يقول قائل: أليس الحوثيون من أبناء اليمن؟.. ولكنني ولا شك لا أنفي هذه الصفة عنهم وما ينبغي لي ذلك وما جعلني أتوجه بهذا السؤال التعجبي الاستنكاري هو ما سمعته عبر أحد الإخوة المشاركين في تشييع الزعيم الروحي للحوثيين حسين بدر الدين الحوثي الذي لقي مصرعه عام2004م في الحرب العبثية التي شنها نظام صالح.
واليوم وبعد تسع سنوات وإذا بصعدة بعتادها وعدتها وأمنها من شرطة أمنية وشرطة مرور وحرس خاص وجباية وقل ما شئت تكاد تعلن استقلالها عن جسم الدولة اليمنية المثخن بالجراح في ظل صمت محلي ودعم خارجي لمشروع كهذا.. "لقد اندهشت وأنا أدخل إلى صعدة لم أكن أتصور أو أصدق ما شاهدته لولا أنني من رأيت فليس من رأى كمن سمع".. هكذا هو لسان الحال ومنطق المقال عند صاحبنا الزائر إلى صعدة لم يكن ينقصه كما يقول إلا الجواز وتأشيرة الدخول والكل على الساحة اليمنية يصوبون أنظارهم تجاه الجنوب وحركاته الانفصالية التي بالطبع لا يقرها البعض وأنا واحد منهم, لكن لماذا صعدة أليست واحدة من أهم مناطق اليمن؟ ألم تزهق من أجلها أرواح أبنائنا من الجنود والمتطوعين من أبناء هذا الوطن؟.. بغض النظر عما جرى من تآمر وصفقات بيع للأسلحة في تجارة الموت من قبل أطراف يعي دورها أبناء اليمن جميعا في هذه الحرب القذرة التي لن نحصد منها إلا مزيداً من تسلط الحوثيين على رقاب أبناء صعدة ومقدراتهم وفق روايات أهالي صعدة أنفسهم.
ويا خوفنا من أن تكون صعدة في حالتها الراهنة مثالاً وأنموذجاً لبلدات وقرى ومدن يمنية تنزع قديما وحديثا إلى الانفصال.. فإذا كنا لا زلنا نعد محافظة صعدة ضمن التقسيم الإداري للجمهورية اليمنية فلا بد من إعادتها إدارياً ومالياً إلينا حينها سنعلم أنها لازالت محافظة يمنية لا مملكة متوكلية إمامية حوثية.