كبرنا ونحن نردد الأثر : "كما تكونوا يولى عليكم .."
الولايات مراتب, وأوسطها وأهمها الولاية في منظومة الأسرة !
ولي الأمر في هذه الخلية هو أنموذج القائد, والمسئول, والمربي الذي يصيغ شخصية الإنسان ومنه يتشرب الجيل القيم..
الذي حدث أنّا مكثنا لقرون تشرئب أعناقنا للولاية العظمى وبقينا نردد هذا الأثر وغفلنا عن فعل ما يلزم لصيانة هذه الولاية الأهم, غفلنا عن المنظومة المؤثرة في مجتمع البشرية, منظومة الأسرة!
مسح عشوائي عن حال ما حولك من عائلات, كفيل باكتشافك لحجم الخلل الكائن في هذه المنظومة المجتمعية الأساسية .
ستسمع الأنين الخافت وشكاوٍ تشيب الرأس!!. وحتماً سترى صوراً من القسوة تذيب الصخر من شدة ألمها!
ستلمس بنفسك حجم الخطر, عندها ستدرك بأن مجتمعنا يتهاوى من العمق وينخر في بنيته الأساسية السوس! ..
الأسرة اليمنية متماسكة ظاهرياً, بفضل قيم العيب, وقيمة الصبر, أما في الداخل فليس سوى القسوة والجفوة والإهمال, والعنف بأنواعه وغياب العدالة, وظلم وتعسف في استخدام الحق من القوي ضد الضعيف.
هذه الخلايا المريضة هي التي أفرزت المعلم المهمل, والمسئول الفاسد, والحاكم الظالم, والمتنفذ المعتدي, والقاضي الغير عادل, والمواطن ألَّا منتمي..
هنا صنعنا يمننا البائس, ومن هذه الخلية المهملة سنصنع يمننا الجديد.. فكيف نريده أن يكون ؟
مؤسف ألا يوجد ما يكفي من برامج ومناهج وفعاليات لإعادة تأهيل الأسرة اليمنية , وتخليصها من السوس الناخر فيها.!
خطأ أن نصدق هذا التماسك الظاهري الزائف ونرفض سماع أجراس الخطر التي تقرع هنا وهناك..
في عصر السرعة وتنامي المتغيرات وتعددها وتعاظم التعقيد في جانب العلاقات, حدثت فجوة عميقة بين أداء المربي المهتم- فضلاً عن المتقاعس- وبين مستقبلات الجيل الجديد. !
نلحظ تزايداً في حالات الطلاق في الزواجات الحديثة !!
كيف نعالج هذا الخطر, كيف نقلص هذه الفجوة بين ما يجب أن تبنى عليه العلاقة الزوجية وبين ما هو حادث الأن؟, ماذا يجب أن نقدمه لمنظومة الأسرة كي ترجع محضناً يصنع إنساناً وطنياً فاعلاً مؤمنا؟..
هذه أسئلة توضع على طاولة الحوار, فليتناولها كل مواطن مهتم بصناعة غد أجمل لوطنه الحبيب..
نبيلة الوليدي
مصانع الإنسان ينخرها السوس !! 1429