اليمن من أكثر بلدان العالم التي تكثر فيها الوساطة، لذلك أصبحت الوساطة ثقافة تجسدت في سلوك الناس، وأصبحت عادة تمارس يومياً، تمارس في كل مؤسسات الدولة، بما فيها المؤسسات التعليمية والتربوية.
كذلك في اليمن اليوم الكل يتحدث عن الدولة المدنية الحديثة القائمة على العدل والمساواة وكذلك حقوق الإنسان، نسمع دائماً الدول المدنية الحديثة من الشخصيات الاجتماعية والمشايخ وزعماء القبائل وقيادات الأحزاب، ومن الحاكم، والنخب السياسية الحاكمة، لكن الواقع يقول عكس ذلك، فهناك من حصلوا على مناصب عليا في الدولة، وهم من منتهكي حقوق الإنسان، فعلى سبيل المثال الذين حصلوا على مناصب سفراء في السفارات ومنهم وزراء سابقون، تم ذلك بالوساطات، وما زالوا إلى يومنا هذا محتشدين، ومتواجدين على أبواب الرئاسة، وبجانب المقربين من الرئيس هادي من أجل التوسط لمناصب عليا ومنها رؤساء للجامعات وسفراء.
اليوم نحن في عهد جديد, عهد ثورة الشباب الشعبية, الملايين من أبناء الشعب اليمني أعطوا ثقتهم للرئيس هادي ومنتظرون منه الكثير والكثير، الشعب تواق إلى مرحلة جديدة فعلاً, مرحلة الدولة المدنية الحديثة ليس بالخطابات، ولا بالشعارات لكن بالأفعال، الشعب يأمل أن يلمس شيئاً على هذا الواقع..
الملايين من اليمنيين يحلمون بتغيير حياتهم إلى الأفضل، ولا يمكن أن تتغير حياتهم النفسية والاجتماعية الثقافية والصحية إلى الأفضل، إلا بسلاح التعليم.. اليوم ثقافة الوساطة انتشرت في الجامعات، ووصل الحال بأن زعيم قبيلة يتوسط في تعيين رئيس جامعة، وكذلك نواب لرئيس الجامعة، مخالفاً بذلك القوانين والمعايير.
العشب اليمني لا يحلم بالعودة إلى الماضي الأليم، ماضي الفساد وماضي ثقافة الوساطة والمحسوبية، أليس من العيب عندما يتم تعيين رئيس جامعة بواسطة زعيم قبيلة لم يمض على تخرجه وحصوله على شهادة الدكتوراه سوى شهور فقط؟.. وبالتالي حدث ما حدث، فقد وصل الحال أيضاً في أحد الجامعات بتعيين معيدين في أقسام معلقة، وكليات وهمية، ومن المعيدين عليهم مواد رسوب, بعضهم 7مواد رسوب ومنهم من وصل به الحال في إصدار قرار من رئيس الجامعة وعليه 12مادة رسوب "ولدينا الوثائق بذلك"..
لذلك أقول للرئيس هادي بأن هناك انتهاكات لحقوق الإنسان في الجامعات من الخريجين الذين حصلوا على تقديرات جيد جداً مع مرتبة الشرف، وامتياز ومنهم الأول على دفعته لم يجدوا وظائف حتى الآن ومضى على تخرجهم أكثر من خمس سنوات..
الشعب اليمني أعطاك الثقة، وحملك الأمانة, فإذا كنت خائفاً من هذه الأمانة في إيجاد العدل والمساواة بين الناس وخصوصاً في أهم مؤسسة مرتبطة ببناء الإنسان, فما عليك إلا تشكيل لجان من أعضاء هيئة التدريس من الجامعات ومن وزارة التعليم العالي، والنقابات, أعضاء يشهد لهم بالنزاهة والأمانة وبحبهم لهذا الوطن، هؤلاء هم من سيقومون بهيكلة الجامعات مثل هيكلة الجيش، وبهذا ستذكرك الأجيال القادمة ولن ينسى أبناء هذا الشعب العظيم جهودك تجاه إصلاح التعليم، وخصوصاً في الجامعات.
منصور عون
زعيم قبيلة يتوسط في تعيين رئيس جامعة 1337