والله ثم والله إن الوطن "أحن" علينا من كل شيء، وإلا لكان "تفجر براكين وزلازل" ولعله "يمهل ولا يهمل" ويئن في صمت عجيب تحت سطوة " النخر" ومعاول الهدم، التي ما نكل في تسديدها على قلبه النابض بالحنو علينا " إخوة وفرقاء"..
أجيال حتماً ستأتي بعدنا لاعنةً تاريخنا الدموي والمتقيح بالكراهية لبعضنا البعض، وتلك اللعنات ستقض مضاجعنا في القبور.. ماذا أورثنا لهم وما سنضيفه خلال مقبل الأيام من تركة بائسة لهم؟..
عندما تنغص مصالح الناس بفعل فاعل يتباهى بفعلته ومستنداً إلى قبيلة " تحميه، تؤويه وتتستر عليه "، فاعلم أن هناك عدداً فلكياً من عينة "مخ لص" ولا هنالك من "مُخلِص" أو "مُخلّص" لهذا البلد.
عندما يجد "مصاص الدماء" نخبة تدافع عنه وعن جرائمه وتنتقد الضحية والقتيل, كون فصيلة دمه أوجعت كِلية "الشيطان", فعلينا أن نُحاول إحصاء كم "مُخ لِص" في البلد.
أليس من الأحرى بنا أن نتوحد بكل الفصائل والطوائف والانتماءات في ردع الشياطين في بلدنا من أي صنف كانوا دون اللجوء للتبرير المقيت للشيطان الذي يشاركنا الانتماء أو الطائفة, أو حشر جريمة شيطان آخر في جريمة حالية تضع موقفك منها!!.
سئمنا الذل الذي نقدمه والتطوع بعبوديتنا دون أن يقام لنا سجن أو يشهر في وجوهنا الأسلحة ونخدم شياطين تستخدمنا كجسور آمنة للعبور وتركنا في مستنقع الاقتتال "ندير لهم معاركهم ونقوم بها دون وعي, دون تعقل, ودون أن نأبه للدماء التي نسفكها قرباناً لتلك الشياطين".
الوجوه هنا متعددة ومتنوعة, والنكد يحيط بنا من كل ناحية حتى صرنا نطالب بالخدمات الأساسية التي يجب أن تتوفر دون عناء, وصار من الواجب علينا تحمل هموم إضافية تبعاً لرغبة "قبيلي ممخط", كمن يلقي بخبطته مغرقاً بلادنا بالظلام ثم يعود إلى قبيلته محصناً ضد أي عقوبة قد تناله, وحكومتنا "المُدعمِمة " لا تتخذ أي إجراء لمواجهة هؤلاء "المُمخطين", حيث أشعر غالباً بأني أقف أمام هذه الأفعال الشيطانية متجرداً من الإنسانية التي لا تصلح مع هؤلاء وأطالب بالفتك بكل "مُخرب" مع القبيلة التي تتستر عليه وتحميه في حالة لم تقدمه للعدالة, فهل من العدل بمكان أن تنكد حياة 25 مليوناً جراء رغبة "كلفوت" شيطاني؟!, وهل يرى علماء الأمة عقاباً غير هذا يصلح لمن يمارسون أنواع الحرابة ويتسببون في تعطيل أعمال البشر بشكل جمعي؟!.
اليمن بحاجة لـ "مُخلص", و " مُحب " وأن تتكاثر هذه النوعية وتتحد في مشاريع بناء وتطوير نحو "أهداف الدولة المدنية" ولن ينه الفكر القبلي القائم على التقطع وتنغيص حياة البشر واستفزاز الدولة إلا جمع من عينة "مُخلص".. فهل لنا بهم لنتخلص من المُنغِصات التي تُحسب بِحماقة على "نتائج الثورة "؟!.
أحمد حمود الأثوري
احتياج ل مُخلص وليس مُخ- لص 2508