طفح كيل الشعب اليمني من علي صالح فخلعوه وتحول من زعيم مفترض إلى زعيم عصابة برتبة (موعز) لإيعازه للمخربين من أتباعه بقطع الكهرباء والنفط والطرقات والقتل والانفلات الأمني.. لم يقتنع بما نهبه من الخزينة العامة وبسبب حكمه القائم على السرق خرج من الحكم وشعب اليمن أفقر شعوب المعمورة.
تفاءل اليمنيون خيراً واستبشروا بالمشير الآتي عبد ربه هادي ليحقق لهم جزءاً من مستوى المعيشة الكريمة.. وعد هادي ووعد ثم وعد وانتظر الشعب ثم انتظر, حتى عاد بنا الوضع إلى الأيام الأخيرة من حكم الرئيس السابق, لا كهرباء, لا خدمات, لا.. لا..لا.. وكأن المشير هادي يحكم كحامي للرئيس السابق ومنفذ لإرادته.. صالح ربط بقاء اليمن مستقراً موحداً ببقائه وبذهابه يذهب كل شيء..
المشير هادي يعرف أن الرئيس السابق وراء كوارث اليمن وقد قالها أكثر من مرة, لكنه كجمل المعصرة يدور في مكانه, مع فارق أن الأول ينتج والأخير يتفرج..
الآن قارب كيل اليمنيين على الطفح ولم يبقَ إلا إقامة الحجة رغم توفرها بشكل كبير.. فلا أمن ولا عدالة ولا مساواة ولا إرادة سياسية حرة شجاعة.. وأصبح ماضي الرئيس السابق يتحكم بحاضرنا.. صالح شريك بنصف الحكومة ومع هذا يعرقلها ويحاربها وبمعرفة المشير هادي وريث صالح وبنفس المواصفات والصفات للمورث يعرف المشكلة ويوعد بحلها وفي الأخير دمتم تعساء.
وللرئيس المشير فخامة القائد/ عبد ربه هادي, أقول وبصوت عالٍ: أنت تعرف لماذا قامت الثورة, وتعرف أن الشعب وصل إلى طريق مسدود نتيجة سيطرة الفاسدين على الحكم والمال والجيش والإعلام والأرض وزاحموا الناس حتى بعربيات الآيسكريم.. تغيرت الصورة وتبدلت ألوانها كما أراد لها اليمنيون أن تكون, إلا أنهم اكتشفوا أن الصورة مقلوبة وألوانها رمادية وأنت يا فخامة الحاكم سبب رئيسي ببقاء الصورة التي رغب الشعب باقتلاعها.. وتحقق ذلك.. فلا تتوهم كثيراً بمن حولك, فالشعب الذي خلع المورث قادر على خلع الوارث والمقصود هنا أنت!.. اليمنيون قاب قوسين أو أدنى من الثورة عليك مهما نقلت لك الصورة من الواشين من حولك, فصورتك عند اليمنيين قاربت على تبديلها, فإما أن تكون قائماً أميناً على الدولة والحكومة وإما أن تعترف بالعجز وما بينهما تضع الشعب أمام الحقيقة التي تواجهك.. كان لحكومتنا جيش وأمن فصادرت صلاحيات الحكومة لتتولى شؤون الدفاع والأمن أنت شخصياً, وقلنا يمكن أنها خطوة لحزم الأمور وتوحيد القرار, فإذا بالأمن يتقهقر وأعمال التخريب تزيد والقرار بيدك والمخرب أمام عينيك، ولن يكون الشعب اليمني مرهوناً أمام القبول برشوة أعلنها عبده الجندي للتستر على المحرمين.. وما أخشاه عليك وعلى تاريخك هو أن تحمل لقباً مشابهاً لسلفك وتحظى بالمخلوع اللاحق.. الوضع أصبح لا يحتمل, لأن الخلل يزيد والمعالجة غائب.. وفي الأخير ما يهم اليمنيين هو حاكم قوي دون النظر لشكله أو لونه.. وكما يقال "الحر يفهم بالإشارة".. طيب الله مقعدك وسلطتك إن كنت قائماً لنا وعلينا بالحق, وإلا فلا لا لا.
عباس الضالعي
اليمن تحت عذاب الرئيس السابق واللاحق!! 1603