إن السياسة الاستعمارية للولايات المتحدة الأميركية عن طريق (القضاء على الأقوياء) يأتي بالاستقطاب الأميركي لطرف من أطراف الصراع لإبقاء الهيمنة الأمريكية على المنطقة المعنية وتقديم السلاح للطرف الموالي لها لاستخدامه مع الطرف المضاد.. وبعد أن تضع الحرب أوزارها تنقض الإدارة الأمريكية على الطرف القوي وبذلك تكون سيطرت على الطرفين المتصارعين.
هناك عدة طرق تسير بموجبها بوصلة الإمبريالية الأمريكية لإشعال الحروب والفتن، بدعاوى حقوق الإنسان ونشر الديموقراطية والتقدم والازدهار، في قاراتي آسيا وأفريقيا، وفي العالمين العربي والإسلامي وغيرهما من دول العالم.
ومن أهم هذه الطرق المباشرة والملتوية- بحسب الدكتور كمال إبراهيم علاونه أستاذ العلوم السياسية والإعلام- رئيس مجلس إدارة شبكة ( إسراج )؛ التوجيه المدني الدبلوماسي والسياسي عبر السفارات الأمريكية في العواصم، فالسفارة الأمريكية في هذه العاصمة العربية أو الإسلامية أو تلك هي الآمرة الناهية في الكثير من القضايا السياسية المحلية والإقليمية عبر توجيه قيادة الحزب الحاكم، وفرض الحصار الاقتصادي والمقاطعة التجارية الدولية للدولة المعنية.. حيث تقوم الولايات المتحدة عبر مجلس الأمن الدولي بفرض حصار اقتصادي ومقاطعة شاملة لهذا النظام أو ذاك، وتقديم العتاد العسكري للطرف الموالي لأمريكا في كافة المجالات والميادين، الدعم الإعلامي القوي محلياً وعربياً وإقليمياً ودولياً.. التدخل العسكري المباشر، بالدعم الأمني والعسكري، بقوات الجيش الأمريكي، والاستخبارات العامة بجميع فروعها الخارجية ( السي آي إيه )، في الميادين الثلاثة: الجوية والبحرية والبرية، كما تقوم بتدبير الانقلاب العسكري على النظام الحاكم المعادي لأمريكا..
كما تقوم الإدارة الأميركية بتشكيل إدارة سياسية ( رئاسة وحكومة ) موالية لأمريكا من أهل البلاد من أحد الأحزاب السياسية الأمريكية التوجه السياسي والإداري، والاحتلال العسكري الأمريكي والغربي وتولية نظام سياسي يتلقى الأوامر من وزارة الخارجية الأمريكية أو قيادة قوات الاحتلال الأمريكي، وكذا إنشاء المدارس والجامعات الأمريكية العلمانية والتبشيرية لتنصير المسلمين أو أتباع الديانات الأخرى كالهندوسية والبوذية وسواها، كما تعمد الولايات المتحدة على تأسيس مراكز الأبحاث والمؤسسات الاستشراقية للبنى التحتية ، في العواصم العالمية للتجسس على الشعوب والأمم الأخرى، بإشراف وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ( السي آي إيه) وتقوم بعملية جمع المعلومات عن الحكومات والأحداث الخارجية والأشخاص ومن ثم تحليلها ومعالجتها وتقديمها إلى جهات مختلفة في الحكومة الأمريكية . وكذلك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لتقديم الدعم الإعلامي والمادي والبشري اللازم كسياسة اقتصادية واجتماعية تنموية أمريكية للموالين لوزارة الخارجية الأمريكية.
إيمان سهيل
سياسة القضاء على الأقوياء 1472